أهمية الرياضة من كونها تكسب الإنسان الراحة النفسية
لماذا نتعب من الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة ؟ هل منحنا الله المفاصل والعضلات لنركن للسكون والراحة؟ هل كان أجدادنا يُعانون من الأمراض التي ظهرت في حياتنا المعاصرة ؟ هل كان التطور التكنولوجي ووسائل الرفاهية التي اخترعها الإنسان نعمة أم نقمة على جسده وصحته؟
الإجابة تكمن في الحركة والنشاط… نهم إنها الرياضة.. صحة وحياة.
أعضاء الجسم والرياضة:
الرياضة والتمرين تفيد كل عضو في جسم الإنسان، فينشط ويعمل بشكل أفضل ويُصبح الجسم أكثر مناعةً ضد أمراض السمنة و السكر، وأمراض القلب و تصلب الشراريين ، فعضلة القلب على سبيل المثال تقوى ويزداد حجمها عند ممارسة الرياضة، وتزداد سرعة ضخها للدم لسائر أعضاء الجسد، كذلك العظام تزيد الرياضة من قساوتها وترفع معدل مقاومتها للهشاشة وسرعة الكسر، ومع المداومة على ممارسة التمارين بانتظام تُصبح المفاصل أكثر ليونة ومقاومة للتيبس وأمراض الالتهاب والتنكس والروماتيزم، جهاز الهضم يعمل على هضم الطعام بشكل أفضل وامتصاص الغذاء الموجود فيه، الرئتان تتوسعان لتُدخلان المزيد من الأكسجين الذي تحتاجه خلايا أعضاء الجسد، ضخ الدم للبشرة يزداد فيزيد من مرونتها ونضارتها، بفضل التعرّق الذي يُخرج المواد السامة من الجسم أثناء التمرين، كما تمنح الرياضة جسداً رشيقاً جميلاً وتُحافظ على الوزن المثالي ، حتى الدماغ ينشط بالحركة، وحتى الحالة النفسية تتحسن عند ممارسة الرياضة، فقد ثبت علمياً أن ضغوط الحياة تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأدرينالين وهذا مايُشعرنا بالتوتر، فنُصبح أكثر عُرضة للانفعال، وحين ينشط الجسد بالتمرين والحركة ينقص إفراز هذا الهرمون، ويزداد إفراز هرمون السيروتونين، الذي يحسّن المزاج ويُساعد على الاسترخاء، حتى علاقاتنا الاجتماعية يمكن للرياضة أن تُحسنها من خلال ممارسة التمارين الجماعية مع الأهل والأصدقاء كرياضة المشي أو الهرولة في الهواء الطلق، كما يمكن للرياضة أن تأخر سن الشيخوخة وتُحارب أمراضها، وتزيد من نشاط الذاكرة والقدرات الذهنية فتحد من مرض الخرف والزهايمر.
الحياة المعاصرة والتكنولوجيا:
إن التطور الذي وصل إليه الإنسان المعاصر ربما خدمه من ناحية، لكنه أساء إليه من ناحية أخرى أو بمعنىً آخر حين أساء استغلال هذا التطور، فمثلاً وسائل النقل قصرت المسافات بين المدن لكن حين يستخدم الفرد منا سيارته للانتقال بها إلى الشارع المقابل مع قدرته على الوصول إليه مشياً رهو يُسيء لجسده، ويُعرض نفسه لمشاكل صحية خطيرة كالسمنة والسكر والضغط وغيره، كذلك حين يستعمل المصعد للوصول لطابق واحد أو طابقين مع قدرته على الصعود على قدميه، نمط أعمالنا في حياتنا المعاصرة أيضاً ساهم في ركون جسدنا للراحة وتعرضه لمخاطر الأمراض إن لم نستدرك ذلك في أوقات أخرى.
في أبحاث أجرها مجموعة من الباحثين البريطانيين على عمّال المواصلات في لندن تبيّن لهم: أن سائقي السيارات في شركة المواصلات كانوا أكثر عرضةً لأمراض القلب من زملائهم المحصّلين، لأن هؤلاء كانوا أكثر حركةً ونشاطاً من السائقين، كما وجدوا أن المشي الذي يقوم به موزعو البريد لمسافات طويلة كل يوم وقاهم من تلك الأمراض أكثر من موظفي المكاتب.
إن أجدادنا قديماً كانت أكثر أعمالهم يدوية أو باستعمال أدوات بسيطة ( المحراث القديم، الدراجة الهوائية قبل السيارة) لأنها تعتمد على تحريك الجسد وبذل المجهود لإنجاز تلك الأعمال، لذلك كانوا أكثر بُعداً عن كثير من الأمراض التي ظهرت حديثاً.
هل هناك عمر معيّن لممارسة الرياضة:
لا يوجد عمر محدد لممارسة الرياضة، فمن المستحسن تعويد الطفل على الحركة منذ الصغر ليتعود عليها طوال حياته، من خلال إعطائه الفرصة في ممارسة رياضته المحببة سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية، ومهما تقدم العمر بنا يمكننا ممارسة الرياضة، وهذا سواء للرجال والنساء، مع مراعاة الحالة الصحية العامة لكل فرد، فالعمر الحقيقي للإنسان هو الذي نعيشه بصحة وعافية، فكم من شاب شاخ قبل أوانه لإصابته بأحد الأمراض وكم من مسن مازال يتمتع بقوته وصحته لاهتمامه بغذائه وممارسته الرياضة بانتظام.
أنواع الرياضات:
لكل فرد منا رياضته المحببة بالتأكيد، مع وجود رياضة معينة تتناسب مع طبيعة كل فرد ومراعاة السن، والجنس، والحالة الصحية العامة، واللياقة البدنية.
هناك أنشطة يمكننا القيام بها في وجود الهواء أو الأكسجين وتُسمى هوائية: وتتميز بانخفاض الشدة والسرعة، مع الاستمرار في الإيقاع المنتظم لفترات زمنية ليست بالقصيرة، وتمتاز بتحريك العضلات الكبيرة كعضلات الأرجل.
وتوجد أنشطة لاهوائية تُمارس في نقص أو غياب الأكسجين كالجري بسرعة، أو ركوب الدراجة بسرعة ، أو السباحة بسرعة، أو رفع الأثقال، أو ممارسة التمرينات البدنية باستعمال الأجهزة المختلفة التي تزيد من المقاومة وزيادة الحمل أو الضغط على العضلات.
أما رياضة السلة أو الطائرة أو كرة القدم مع أنها تمنح الحركة والنشاط لكنها لا تُكسب اللياقة نفسها التي تُكسبها رياضة المشي أو الهرولة أو التمارين الرياضية، لأنها لا تمارس بشكل دقيق ومنظّم ، وينُصح الخبراء الرياضيون بممارسة المشي أو الهرولة قبل بدأ أي مباراة .
نصائح عامة لممارسة أي رياضة:
- ارتداء الملابس المناسبة شتاءً أو صيفاً، ويُفضل أن تكون فضفاضةً ومصنوعة من القطن أو مزيجاً من القطن والأنسجة الصناعية، ويُراعى كون الحذاء مريحاً و مناسباً لنوع الرياضة التي تُمارس.
- - عدم تناول الطعام قبل ساعتين من بدء التدريب الرياضي للحصول على الفائدة المرجوة وعدم تناول الطعام بعد التدريب بساعتين أيضاً.
- - البدءُ بتمارين الإحماء لمدة عشر دقائق أو عشرين دقيقة قبل التدريب، ثم التدريب على تمارين القوة باستعمال الأجهزة أو التمارين الجسدية .
- - شُرب الماء قبل البدء بالتمرين وأثناء التمرين مما يُساعد على طرح السموم من الجسم ويُعوض السوائل.
- - الانتظام في ممارسة التمارين كأن تكون يوم تمرين ويوم استراحة حتى نهاية الأسبوع، أو يومياً لمن يستطيع لمدة خمسة أيام مع استراحة يومين أو يوم واحد .
أخيراً إن قوة إرادتنا في الانتظام بممارسة الرياضة، واعتماد التغذية السليمة البعيدة عن الدهون والسُكريات كفيل لنا بالوصول إلى شيخوخة نتمتع فيها بكامل صحتنا وعافيتنا بعيداً عن الأمراض الخطيرة .