لا تمنع ابنك من الفول السوداني!!!! ما علاقته بالصحة النفسية؟
كتبنا في مقالات لنا سابقة عن الهشاشة النفسية وجيل رقائق الثلج وعن تربية الآباء الخاطئة التي تؤدي إلى الهشاشة النفسية وضعف الشخصيةفي مقال الهشاشة تربية وليست
طبيعة و هيا مقالات مرتبطة ببعضها
وكان أخر مقال عن تحمل المسئولية وكيف أن تربية النفس على تحمل مسئولية أخطائها ومواجهة عواقب أفعالها من أعظم ما قد تعلمه الحياة للإنسان.وأظنك تكون تعجب وظهرك على وجهك علامات الاستغراب والاستفهام حينما قلنا أن الاهتمام الزائد عن الحد يؤثر في الأطفال ويجعلهم أكثر هشاشة وهذا المقال سيزيل عن هذه العلامات لأني سأعرض عليك قصية عجيبة في منتصف التسعينات في أمريكا.
القصة
في منتصف التسعينات كانت تبلغ نسبة الأطفال الأمريكيين دون الثامنة المصابين بحساسية الفول السوداني 4.% فقط. ومنذ ذلك الوقت بدأ الأهالي في حماية أبنائهم من إطعامهم أي منتج من منتجات الفول السوداني مخافة عليهم من أضرار الحساسية.
لكن بطريقة ما لم تسعف هذه الإجراءات الأطفال، فخلال بضع سنوات، تحديدا في عام 2008م تضاعفت نسبة المصابين بالحساسية ووصلت إلى 1.4% من الأطفال.لم يعلم أحد لماذا ارتفعت النسبة بهذا الشكل المفاجئ رغمم الرعاية الزائدة التي ولاها الآباء والأمهات لأبنائهم؟
على كل حال، استمر الأهالي في منع أبنائهم من التعرض للفول السوداني منذ ولادتهم، ففي النهاية: الوقاية خير من العلاج، ووقاية الأطفال من الفول السوداني بالتأكيد سيجعلهم أكثر أمانًا أليس كذلك؟
على النقيض تمامًا، كانت الوقاية من الفول السوداني في صغرهم هو بالضبط سبب انتشار الحساسية وارتفاع نسبتها وسط الأطفال. فقد قامت دراسة LEAP بمسح على 650 طفلا يبلغون من العمر أقل من سنة واحدة، وقسمت الأطفال إلى نصفين: نصف نصحت أهاليهم بتغذية أولادهم منتجات الفول السوداني، وقسم نصحت أهاليهم بمنع أطفالهم عن الفول السوداني، وظلت تتابع النتائج على مدار خمس سنوات كاملة.
كانت المفاجأة المذهلة أن نسبة الأطفال الذين أصيبوا لاحقا بحساسية الفول السوداني في الفئة التي قامت والديها بحمياتها 17% بينما تقلصت النسبة إلى 3% فقط في الأطفال الذين تعرضوا بشكل دائم إلى الفول السوداني. يقول أحد الباحثين في الدراسة: (التعرض للفول السوداني في الصغير سيطور مناعة قوية ضد الحساسية.. النصيحة التي تقول: جنبوا أولادكم أي شيء قد يعرضهم للحساسية في الصغر، هي نصيحة خاطئة)
هذا بالضبط ما يحدث منذ الصغر، اكتشاف الطفل للحياة وتعرضه للمشاكل منذ صغره يطور لديه مقاومة نفسية ويجعله أكثر صلابة في مواجهة الحياة. نحن نحتاج إلى التحديات الذهنية والضغوطات الجسدية من أجل أن نستطيع الاستمرار في الحياة، بدونها سنتدهور تمامًا