" هوس الأم المثالية ؟"

" هوس الأم المثالية ؟"

1 المراجعات

انتشر في الآونة الأخيرة مفهوم "الأم المثالية"، الذي يصور المرأة على أنها بطلة خارقة تمتلك قدر كبير من الحيوية و الهدوء اللامتناهي وضبط النفس مع أطفالها. تمارس أدوارها المختلفة بين المنزل والعمل وتربية الأطفال وهي بكامل رشاقتها، واهتمامها بمظهرها، و لعل منصات التواصل الاجتماعي كان لها الدور الأكبر في تصدير هذا المصطلح سواءً بشكل مباشر أم غير مباشر. وذلك من خلال تقديم نماذج مثالية لاتستمر سوى لدقائق لأمهات يعرضن صورة نموذجية في التعامل مع أطفالهن، بينما تعتقد الأمهات ولاسيما الجدد - اللواتي يعانين أساساً من التخبط النفسي مع المرحلة الجديدة من مسيرة الأمومة- أنهن أمهات فاشلات أولا يتعاملن بطريقة مثالية مع أطفالهن، وهنا ينشأ الصراع النفسي اللامتناهي لدى الكثير من الأمهات، وتراودهن التساؤلات ..هل أنا أم مثالية أم جيدة؟... كيف أصبح أم مثالية؟..

ولكن في الواقع لاتوجد" أم مثالية" فمن الأفضل أن تكون " الأم جيدة".

والأم الجيدة هي التي تقدم الرعاية، والتربية لأطفالها حسب طاقتها ومعرفتها، هذان الركنان الأساسيان اللذان يلخصان دور الأم وواجباتها اتجاه أبنائها. وهناك فرق كبير بين الرعاية والتربية ، فالرعاية هي تقديم الاحتياجات الأساسية للطفل، وتشمل الجانب المادي الملموس الذي يشمل تحضير وجبات صحية للأطفال، والاهتمام بنظافتهم ودراستهم وتمارينهم،وتمضية وقت لطيف معهم لا يخلو من اللعب والحب.

أما التربية والتي تمثل الجانب المعنوي والروحي، فتنطوي على بناء القناعات التي تشمل العقيدة والمبادئ وغرس الأخلاق الحميدة، من خلال تعليم الطفل لتعاليم الدين الإسلامي التي بدورها تزرع قيم الالتزام وضبط النفس والمرونة في التعامل مع المواقف.

وتنمية المهارات بحيث تشاركين ابنك في اهتماماته فتعرفين ما يشغل باله وتدربينه على كيفية قضاء وقت فراغه فيما ينفعه.

image about

التربية أساسها الصبر والنفس الطويل، والتحايل لتعديل السلوكيات السلبية لدى الطفل، فكل مربية هي أم وليس بالضرورة كل أم هي مربية!!..بل من الممكن أن تصلح لأن تكون مربية، ذلك أن التربية تحتاج إلى "مزاج تربوي"  على سبيل المثال: عندما أربي قيمة الصدق في نفس ابني وظل مصراً على تكرار عادة الكذب، فلو غضبت و تشاجرت معه فأنا لاأصلح للتربية إنما الذي يملك المزاج التربوي يحاول ويسعى ويتحايل لتغيير الصفة السيئة.

image about

وخلاصة القول أن واجب المرأة اتجاه أطفالها هو تقديم الرعاية والتربية في حدود طاقتها، وأود أن أشير إلى بعض الاستراتيجيات البسيطة التي لها مفعولاً سحرياً في شحن طاقتك لتعينك على أداء واجبك:

1-   تجنبي أي مصدر للأفكار السلبية، ذلك أن أفكارنا هي التي تولد مشاعرنا ومن ثم سلوكنا، فاحرصي على شحن عقلك بأفكار إيجابية تدعوكي للتفاؤل.

2-   الهدوء النفسي وضبط الانفعالات تمنحك بعداً رائعاً في تربية أطفالك، تستطيعين استكمال يومك دون ضغوط وشعور بالذنب.

3-   نظمي وقتك، وحاولي أن تقسميه بين أداء واجباتك وتمضية وقت جيد مع أطفالك، وتنمية مهاراتك وأفضل وقت بالنسبة لك هي استغلال ساعات الصباح الباكر لاسيما بعد الفجر هذا مايجعلك تشعرين بالسعادة والرضا عن نفسك.

4-   خلق علاقة طبيعية بينك وبين أبنائك تسمح بمساحة كافية من التسامح والصراحة، ووضحي لهم أن الحياة ليست مثالية وهناك مساحة للخطأ وتصويبه، وهو تدريب جيد لإفراغ بعض الطاقة السلبية.

 

دائماً أستذكر نصيحة والدتي حفظها الله عندما كنت أشكو لها ضغوطات التربية، وعناء الأمومة كانت تقول لي : "إن كنت ملزماً فاستمتع"، حتى أنني كلما مررت بموقف يتطلب الصبر وضبط النفس أستذكر مقولتها.

 

واجبات الأمومة والتربية تقع على عاتقك بالدرجة الأولى، فاخلقي عالماً من المتعة والحب مع أطفالك وكوني بطلة ذكرياتهم الجميلة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة