كيفية التخلص من العادات السلبيةواستبدالها بعادات ايجابية في حياتك اليومية

كيفية التخلص من العادات السلبيةواستبدالها بعادات ايجابية في حياتك اليومية

2 المراجعات

تلعب العادات اليومية دوراً رئيسياً في تحديد جودة الحياة والسعادة الشخصية لكن في بعض الأحيان نجد أنفسنا عالقين في عادات سلبية تؤثر سلباً على صحتنا وعلاقاتنا وإنتاجيتنا. تعد مسألة كيفية التخلص من العادات السلبية واستبدالها بعادات إيجابية أحد التحديات التي يسعى الكثيرون للتغلب عليها إذ أن هذا التغيير يمثل رحلة نحو حياة أكثر توازنًا ونجاحًا.

تظهر الأبحاث أن العقل البشري قادر على التكيف مع العادات الجديدة بشرط أن يتم التركيز على تحقيق أهداف طويلة الأمد وتطبيق خطوات عملية واضحة يستعرض هذا المقال خطوات عملية وفهمًا عميقًا حول كيفية التخلص العادات السلبية واستبدالها بعادات إيجابية مع تضمين قصص تحفيزية وأمثلة توضيحية وأدوات يمكن استخدامها لتحقيق التغيير المنشود.

الجزء الأول: فهم العادات السلبية وكيفية تكوينها

مفهوم العادات وكيفية تكوينها

العادات هي نمط سلوكي متكرر نمارسه يوميًا وتتشكل نتيجة تكرار السلوك مرارًاففي كل مرة تقوم بها بتكرار

 سلوك معين يقوم الدماغ بإنشاء شبكة عصبية تدعم هذا السلوك وتعمل على تسهيله مما يجعل العودة إليه لاحقاً أسهل. هذا ما يُطلق عليه حلقة العادة كما ذكره تشارلز دويج في كتابه الشهيرقوة العادة حيث أشار إلى أن العادات تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية: المحفز، الروتين، والمكافأة يمكن أن تكون العادات السلبية مثل التدخين أو تناول الوجبات السريعة مرتبطة بعوامل بيئية معينة أو بحالات مزاجية.

لماذا نصبح عالقين في العادات السلبية

تشير الدراسات إلى أن التعلق بالعادات السلبية يعود جزئيًا إلى قوة المكافآت الفورية التي تحصل عليها الدماغ عند القيام بالسلوك غير الصحي على سبيل المثال يمنح تناول الوجبات السريعة أو تدخين السجائر شعورًا بالراحة المؤقتة مما يجعل الدماغ يسعى لتكرار هذه العادة كلما شعر بالضغط أو التوتر.

التحديات في التخلص من العادات السلبية

 هم التحديات التي تواجه عمليةالتغلب على العادات السلبية أن هذه العادات تكون محفورة بعمق في الدماغعلى سبيل المثال إذا كان الشخص يواجه القلق ويستخدم الطعام كوسيلة للتخفيف سيجد صعوبة في الابتعاد عن هذه العادة السلبية بسبب الارتباط الشرطي بين الشعور بالقلق والأكل.

الجزء الثاني:طرق التخلص من العادات السلبية

1-الوعي بالعادة السلبية

الخطوة الأولى والأهم في أي عملية تغيير هي الاعتراف بوجود مشكلة وتحديد العادات السلبية التي تؤثر سلبًا على حياتك حاول كتابة قائمة بالعادات التي ترغب في تغييرها مع تحديد الأسباب التي تدفعك إلى هذا التغيير.

2- تحديد الزناد أو المحفزات

يعتبر تحديدالزناد (Trigger)أحد الأساليب الهامة للتخلص من العادات السلبية حيث ترتبط معظم العادات السلبية بمحفزات محددة  سواء كانت بيئية أو عاطفية على سبيل المثال إذا كانت العادة السلبية هي تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بلا هدف حدد المواقف التي تدفعك لذلك مثل الشعور بالملل أو التوتر.

3- تغيير العادات السلبية لعادات ايجابية

يعتبرالتغيير أفضل من الإقلاع إذ أن تغييرالعادة السلبية بأخرى إيجابية يسهل العملية. مثلاً إذا كنت معتادًا على تصفح الهاتف فور الاستيقاظ حاول استبدال ذلك بقراءة كتاب أو ممارسة التأمل.

4- التدرج والبدء بخطوات بسيطة

البدء بتغييرات بسيطة يُعتبر من أفضل الوسائل التي تضمن استمرارية التحسين فبدلاً من محاولة تغيير نمط الحياة بشكل مفاجئ  ابدأ بإضافة عادة إيجابية واحدة في وقت معين مثل تخصيص خمس دقائق يوميًا لممارسة التمارين.

5- المكافآت الذاتية وتحفيز الذات

يعد تقديم مكافآت ذاتية بعد إنجاز الخطوات من العوامل المحفزة حيث تمنحك شعورًا بالرضا يعزز من قدرتك على الاستمرار.

6-الالتزام والمتابعة باستخدام أدوات التحفيز

 يمكن استخدام أدوات مثل تطبيقات متابعة العاداتHabitica  وStreaks لتتبع التقدم اليومي في رحلتك نحو التخلص من العادات السلبية.

 

الجزء الثالث: قصص تحفيزية ملهمة للتغيير الإيجابي

1-قصة جيمس كلير والتغلب على عادة المماطلة

 

جيمس كليرمؤلف كتاب العادات الذرية كان يعاني من مشكلة المماطلة وصعوبة الحفاظ على التزاماته كان يجد صعوبة في استكمال مشاريعه وتنظيم وقته بسبب المماطلة. أدرك كلير أن النجاح لا يعتمد فقط على تحديد الأهداف بل على تطوير عادات يومية صغيرة تقوده نحو أهدافه بمرور الوقت. لذلك، بدأ باستخدام ما أسماه بالعادات الذريةوهي تحسينات صغيرة وسهلة التطبيق.

أنشأ جيمس كلير خطة بسيطة تقتضي الالتزام بكتابة مئات الكلمات يومياً حتى يكمل كتابه  ساعده هذا الالتزام البسيط على إتمام الكتاب الذي أصبح من أفضل الكتب مبيعًا في العالم  اليوم يُعد جيمس كلير من أشهر المحاضرين حول العالم في مجال تطوير وقد نشر العديد من الأبحاث والمقالات حول كيفية التغلب على العادات السلبية.

 

قصة ديزموند هاورد مع عادة التدخين

 

ديزموند هاورد لاعب كرة قدم أمريكي شهير كان مدمنًا على التدخين منذ فترة شبابه لكن مع تقدمه في مسيرته الرياضية  أدرك أن هذه العادة تؤثر على قدرته البدنية ومستواه في اللعب على الرغم من صعوبة التخلص من إدمان التدخين قرر أن يستبدل هذه العادة بالرياضة التي تعزز صحته.

بمرور الوقت اعتمد على عادة الركض والتدرب المكثف كبديل للتدخين وكان يضيف دقائق إضافية في كل مرة يشعر فيها برغبة في التدخين بعد فترة أصبحت ممارسة الرياضة جزءًا من حياته اليومية  وأصبح يشارك في سباقات الماراثون هذه التجربة ساعدته على بناء اللياقة الجسدية التي أهلته ليكون من أفضل اللاعبين كما

ساعدته على تحسين صحته العامة.

 وقد نشر العديد من الأبحاث والمقالات حول كيفية التغلب على العادات السلبية. 

 

قصة جاي شيتي والتحول من التشتت إلى التركيز

 

جاي شيتي المقدم والمشهور العالمي في تطوير الذات كان يعاني من مشكلة التشتت وقضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير منتج شعر بأن وقته يضيع  وأن حياته لا تسير نحو أهداف واضحة قرر جاي اتباع نهج صارم للتخلص من هذه العادة فبدأ بإيقاف إشعارات الهاتف وتخصيص أوقات محددة للتركيز في عمله ومشاريعه.

 

هذا التغيير البسيط كان له أثر كبير على حياته حيث زادت إنتاجيته وتمكن من بناء قاعدة جماهيرية واسعة عبر تقديم محتوى ذو قيمة  اليوم يُعد جاي شيتي من الشخصيات المؤثرة عالميًا في تطوير الذات وتُعتبر قصته نموذجًا ملهمًا لمن يرغب في التخلص من التشتت وبناء حياة مليئة بالتركيز والإنجاز.

قصة إليزابيث هولمزمع تغيير نمط التغذية

 

إليزابيث هولمز رائدة الأعمال المعروفة في مجال التكنولوجيا الحيوية كانت تعاني من عادة تناول الوجبات السريعة والمشروبات السكرية مما أثر على صحتها وطاقته أدركت إليزابيث أن نمط الحياة الصحي هو الأساس للوصول إلى مستويات عالية من الأداء  قررت إجراء تغيير شامل في عاداتها الغذائية  فاستبدلت الوجبات السريعة بوجبات صحية تحتوي على الخضروات والفواكه  وبدأت بزيادة نشاطها البدني اليومي

 

بفضل هذا التغيير لاحظت إليزابيث تحسنًا كبيرًا في مستوى الطاقة لديها مما ساعدها على العمل لفترات أطول وإدارة أعمالها بكفاءة أعلى  أصبحت تروج اليوم لفكرة أن الصحة هي مفتاح النجاح  وتؤكد أن التغيير البسيط في نمط الحياة يمكن أن يكون لهتـأثير كبير.

الجزء الرابع: طرق ونصائح للتحفيز والمتابعة

1-تطبيقات مفيدة لبناء عادة ايجابية يومية

Habiticaتطبيق يجمع بين التحديات الحقيقية والألعاب الترفيهية لمساعدتك على التوقف عن العادات السلبية.

Streaks يساعدك هذا التطبيق على تتبع سلسلة من الإنجازات اليومية التي تقوم بها ويحفزك على الاستمرار من خلال متابعة تقدمك.

2- الشركاء الداعمون وأهمية المحاسبة الذاتية

المحاسبة الذاتية والشراكة مع شخص آخر قد يسهل من عملية التخلص من العادات السلبية إيجاد شريك يشاركك نفس الهدفكالتوقف عن العادات غير الصحية يمكن أن يكون محفزًا.

3- الاستعانة بالتأمل وتقنيات الاسترخاء

ممارسة التأمل يوميًا وتقنيات التنفس العميق تساعد على تحسين الصحة العقلية وتقليل التوتروبالتالي الحد من العادات السلبية المرتبطة بالقلق أو التوتر.

 

في نهاية القول نكون قد وصلنا لمعرفة أن لبناء عادات ايجابية يومية لابد من الاستمرار والصبر على تغيير العادات السلبية فالتخلص من العادات السلبيةهو تحد يتطلب الصبر والمثابرة ويجب ألا يكون الهدف التخلص من العادة السلبية فحسب بل استبدالها بعادة ايجابية تضيف لحياتنا وأن العادات الجديدة لا تتشكل في يوم وليلة ولكن الأهم هو الالتزام والمتابعة حتى تصبح هذه العادات الايجايية جزءلا يتجزأمن نمط حياتنا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة