
سرطان الثدي: الكشف المبكر هو المفتاح للنجاة
ما هو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي لخلايا أنسجة الثدي. في البداية، يمكن أن يكون محصورًا في القنوات أو الفصوص، ولكن إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا، فقد ينتشر إلى الأنسجة المجاورة أو أعضاء أخرى.
هذا النوع من السرطان يصيب النساء بشكل أساسي، لكنه قد يصيب الرجال أيضًا، وإن كان ذلك بنسبة أقل بكثير.
أسباب وعوامل خطر سرطان الثدي
لا يوجد سبب محدد للإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة، مثل:
- العمر: المخاطر تزداد مع التقدم في السن، خاصةً بعد سن الأربعين.
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي للمرض، خاصةً مع طفرات جينية مثل BRCA1 وBRCA2.
- العوامل الهرمونية: مثل تأخر انقطاع الطمث أو استخدام العلاج الهرموني لفترات طويلة.
- نمط الحياة: مثل قلة النشاط البدني، زيادة الوزن، التدخين، وتناول الكحول.
أعراض سرطان الثدي: متى يجب القلق؟
من المهم التعرف على الأعراض المبكرة لسرطان الثدي، والتي تشمل:
- وجود كتلة صلبة أو تغيير في نسيج الثدي لا يختفي بعد الدورة الشهرية.
- تغيّر في شكل أو حجم الثدي أو وجود إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
- انكماش الحلمة أو تغير لون الجلد حولها.
- تورم أو ألم في منطقة الإبط.
إذا لاحظت أي من هذه العلامات، يجب عليك استشارة الطبيب على الفور.
طرق التشخيص والفحص المبكر
الكشف المبكر هو أهم عامل في زيادة نسب الشفاء من سرطان الثدي. ومن الأمور التي يُنصح بها:
- الفحص الذاتي الشهري للثدي
يُنصح جميع النساء بإجراء الفحص الذاتي مرة كل شهر، ويفضّل أن يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ3 إلى 5 أيام، حيث يكون الثدي أقل احتقانًا وأكثر راحة للفحص.
خطوات الفحص الذاتي:
1. أمام المرآة:
قفي مستقيمة وانظري إلى ثدييك.
لاحظي أي تغير في الشكل، الحجم، لون الجلد أو الحلمة.
ارفعي ذراعيك فوق رأسك ولاحظي أي تغيرات إضافية.
2. أثناء الاستحمام أو باستخدام الصابون:
استخدمي رؤوس أصابعك في حركة دائرية لفحص كامل الثدي، من أعلى إلى أسفل ومن الخارج للداخل.
لا تنسي منطقة تحت الإبط والحلمة.
3. وأنتِ مستلقية
ضعي وسادة تحت كتفك اليمنى، ومددي ذراعك اليمنى فوق رأسك.
استخدمي يدك اليسرى للفحص، وكرري الأمر للثدي الآخر.
- الفحص الإكلينيكي من قبل الطبيب
من سن 25 إلى 40: يُنصح بزيارة الطبيب كل سنة إلى 3 سنوات للفحص الإكلينيكي.
بعد سن الأربعين: يجب أن يكون الفحص الإكلينيكي سنوياً، حتى في حالة عدم وجود أعراض.
يقوم الطبيب بفحص الثدي يدويًا بطريقة منهجية، بالإضافة إلى سؤال المريضة عن التاريخ العائلي والعوامل المؤثرة.
- تصوير الماموغرام (الأشعة السينية للثدي)، وهو الفحص الأكثر فعالية لاكتشاف التغيرات المبكرة
يُوصى بإجراء تصوير الماموغرام مرة كل عام أو عامين للنساء فوق سن الأربعين، أو حسب توصية الطبيب للسيدات المعرضات لخطر مرتفع (تاريخ عائلي، طفرات جينية): قد يُنصح ببدء الفحص من سن أصغر، مع استخدام وسائل تصوير إضافية مثل الأشعة بالرنين المغناطيسي (MRI).
علاج سرطان الثدي
يعتمد العلاج على نوع الورم ومرحلته، بالإضافة إلى الصحة العامة للمريضة. ومن الخيارات المتاحة:
- الجراحة: استئصال الورم أو الثدي كاملاً حسب الحالة.
- العلاج الكيميائي: لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدم بعد الجراحة لمنع عودة الورم.
- العلاج الهرموني والموجه: خصوصًا للحالات المرتبطة بالتغيرات الهرمونية أو الطفرات الجينية.
هل يمكن الوقاية من سرطان الثدي؟
لا توجد وسيلة مضمونة للوقاية، لكن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من عوامل الخطر:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تقليل التعرض للعلاج الهرموني.
- الرضاعة الطبيعية.
- الفحص الدوري والالتزام بتوصيات الأطباء.
خاتمة: وعيك هو درعك
سرطان الثدي ليس النهاية. كلما زاد الوعي وارتفعت معدلات الفحص المبكر، زادت فرص النجاة. اعتن بنفسك، وشاركي المعلومات مع من تحبين. فالتغيير قد يبدأ بخطوة بسيطة... بالفحص.