"دراسة صادمة: النور الخافت في أوضتك (حتى نور الشاحن) بيعلي خطر جلطات القلب.. إزاي تحمي نفسك؟"
"دراسة صادمة: النور الخافت في أوضتك (حتى نور الشاحن) بيعلي خطر جلطات القلب.. إزاي تحمي نفسك؟"
مقدمة: حكاية اللمبة السهاري اللي محدش عاملها حساب
كلنا عندنا العادة دي. يا إما بنسيب التليفزيون شغال "يونّسنا" لحد ما ننام، يا إما بنسيب الأباجورة منورة نور خافت أو حتى نور "السهاري" بتاع الأطفال ولو مفيش كل ده فا نور الشاحن بتاع الموبايل أو لمبة التكييف الخضرا الصغيرة. بنعمل كده وإحنا فاكرين إن "مش فارقة"، ما هو نور خافت يعني.
بس إيه رأيك لو قلتلك إن النور الخافت ده، اللي أنت مستهون بيه، ممكن يكون بيعلي خطورة إصابتك بـ أزمة قلبية؟
كلام مش من عندي، ده كلام دراسة جديدة لسه طالعة نار اتعملت على حوالي 90 ألف بني آدم. الدراسة دي بتقول إن الناس اللي بيناموا في أوض نوم منورة حتى لو نور بسيط نسبة إصابتهم بجلطات القلب زادت بنسبة 42% عن الناس اللي بتنام في الضلمة الكحل.
الخبر الصاعقة: 42% زيادة في خطر الجلطات (والقلب كله)
أيوة، الرقم زي ما قريته كده: 42%.الباحثين (بقيادة الدكتور دانيال ويندريد من جامعة فلندرز) مش بيلعبوا. جابوا 88,905 شخص، متوسط عمرهم 62 سنة ولبّسوهم أجهزة استشعار صغيرة في إيديهم زي الساعة لمدة أسبوع. الأجهزة دي كانت بتقيس "كل فتفوتة نور" بيتعرضولها طول اليوم وخصوصاً بالليل وهما نايمين (من 12:30 صباحاً لـ 6:00 صباحاً).وبعدين؟ فضلوا يتابعوا السجلات الطبية بتاعة الناس دي لمدة 9 سنين ونص. والنتيجة كانت مرعبة.اللي بيناموا في أوض فيها إضاءة “متوسطة” الخطر زاد بنسبة 20%.اللي بيناموا في أوض “أكثر إضاءة” الخطر نط لـ 27%.أما اللي بيناموا في أوض "ساطعة" (زي تليفزيون شغال أو نور شارع قوي) الخطر قفز لـ 47%!ولما حسبوا كل العوامل التانية (زي السن والنوع والحالة المادية) النسبة الصافية للخطر فضلت عند 42%.والمصيبة مكنتش في الأزمات القلبية بس. الدراسة لقت إن النور ده مرتبط كمان بزيادة خطر فشل عضلة القلب، ومرض الشريان التاجي، وعدم انتظام ضربات القلب، والسكتات الدماغية. من الآخر، "باكدج" كامل لتدمير القلب.
بس أنا باكل أكل صحي وبلعب رياضة! (ليه ده مش كفاية؟)
ده أهم سؤال. أي حد هيقولك: "ما يمكن الناس اللي بيناموا في النور دول أصلاً بياكلوا أكل أي كلام، أو بيدخنوا، أو مبيتحركوش من مكانهم؟".هنا بقى تيجي قوة الدراسة. الباحثين عملوا حساب كل ده.على بلاطة: الدراسة "فلترت" كل عوامل الخطر اللي إحنا عارفينها. شالوا تأثير الأكل، والرياضة، والتدخين، وشرب الكحوليات، وحتى الاستعداد الوراثي (الجينات) لأمراض
القلب.والمفاجأة؟ الارتباط فضل موجود!ده معناه إن "النور بالليل" هو عامل خطر مستقل بذاته. يعني حتى لو أنت بتاكل أكل مسلوق بس بتنام في نور، أنت لسه في دايرة الخطر.
ليه حتة لمبة بتعمل في القلب كده؟ (حكاية الساعة البيولوجية)
جسمك شغال بـ "ساعة بيولوجية" (اسمها العلمي: الإيقاعات اليومية). دي الساعة اللي بتقول لجسمك إمتى يصحى وإمتى ينام وإمتى ضغط الدم يعلى ويوطى وإمتى الهرمونات تتفرز النور هو "المنبه" الرئيسي للساعة دي الطبيعي: لما الدنيا تضلم عينك تبعت إشارة للمخ فالمخ يفهم إن ده وقت النوم فايبدأ ضغط الدم يوطى وضربات القلب تهدى والجسم يدخل في مود "الراحة والتصليح"
.اللي بيحصل (لما بتنور اللمبة): لما عينك بتلقط نور (حتى لو خافت)، المخ بيتلخبط. بيفتكر إن الدنيا لسه نهار.فبدل ما ضغط الدم يوطى، بيفضل عالي.وبدل ما الجسم يدخل في مود "الراحة" (الجهاز العصبي الباراسمبثاوي)، بيفضل شغال على مود "الطوارئ والضغط" (الجهاز العصبي السمبثاوي).مع الوقت (سنين وسنين من العادة دي)، اللخبطة دي بتعمل إيه؟التهابات مزمنة في الجسم.زيادة في تخثر الدم (يعني الدم بيبقى "أتقل" وعرضة للجلطات).تصلب في الشرايين (الشرايين بتنشف وتضيق).والنهاية معروفة: الشريان التاجي يتسد والقلب يصرخ من نقص الأكسجين، ودي هي الأزمة القلبية.
طب ومين أكتر ناس "بتتأثر"؟
الدراسة لاحظت حاجة غريبة:الستات: كانوا أكثر حساسية لتأثير النور ده خصوصاً في موضوع مرض الشريان التاجي وفشل القلب.
الشباب: الناس الأصغر سناً في الدراسة (مقارنة بالكبار) أظهروا زيادة أكبر في خطر قصور القلب وعدم انتظام ضربات القلب. وده عكس المتوقع، لأننا دايمًا فاكرين إن الكبار بس هما اللي في خطر.
الخلاصة: إزاي تحمي قلبك ببلاش ومن غير مجهود؟
أجمل ما في الدراسة دي إن حلها بسيط ومش هيكلفك جنيه واحد. بعكس عوامل الخطر التانية (زي الجينات اللي مش هتعرف تغيرها)، عامل "النور" ده في إيدك 100%
.المطلوب منك من الليلة:
ضلمها خالص: أوضة نومك لازم تكون ضلمة "كحل" على قد ما تقدر. جسمك محتاج الضلمة دي عشان "يصلح" نفسه.
ستاير بلاك أوت: لو نور الشارع قوي عندك، هات ستارة "بلاك أوت" (معتمة). ده أحسن استثمار في صحتك.
اقفل الأجهزة: مفيش نوم قدام التليفزيون او الموبايل وياريت يتقلب على وشه.
غطّي اللمبات الصغيرة: اللمبة الخضرا بتاعت المشترك أو الحمرا بتاعت الشاحن؟ حط عليهم حتة "سولوتيب" سودة.
وبالنهار؟ اخرج في النور: عكس الليل تماماً. جسمك محتاج يتعرض لنور الشمس القوي بالنهار عشان "يظبط" الساعة البيولوجية بتاعته ويعرف يفرق بين الليل والنهار.
الموضوع مش رفاهية نوم، ده موضوع صحة قلبك. نام في الضلمة، قلبك هيشكرك.
