الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين، حمية صحية أم أسلوب حياة جديد؟

الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين، حمية صحية أم أسلوب حياة جديد؟

0 المراجعات

ما الدافع وراء اعتماد  العديد من الناس مؤخرا الحمية الخالية من الجلوتين؟ وما هي هذه الحمية؟ ومن تخص؟ وهل يعد هذا النظام نظاما صحيا لعامة الناس؟ 

 في السنوات الأخيرة اتخذ بعض الناس الحمية الخالية من الجلوتين نظاما غذائيا أساسيا لهم، على العلم أنهم غير مصابين بأمراض تمنعهم من تناول الجلوتين، معتقدين أنها الحمية المثالية، الأكثر صحية للجسم، باعتبار أن الجلوتين هو مادة مضرة للجهاز الهضمي، فهل اعتمد قرارهم هذا على أبحاث علمية، أم أنه أسلوب حياة جديد مبني على مفاهيم خاطئة معتمدا على القيل والقال، وعلى إعلانات لشركات تعمل جاهدا على الترويج لمنتوجاتها الخالية من الجلوتين والتي تضاعف قيمتها ثلاث مرات مثيلاتها العادية.

  • للإجابة على هذه التساؤلات دعنا نتعرف قليلا على مادة الجلوتين، أين توجد، ما هو النظام الغذائي الخالي من الجلوتين، هل كل الناس وجب عليها اتخاذ هذه الحمية كنظام غذائي معتمد في الحياة اليومية، ومن هم الأشخاص الواجب عليهم اتباع هذا النظام؟

الجلوتين هو عبارة عن بروتين موجود بشكل طبيعي في بعض الحبوب، بما في ذلك القمح والشعير والشوفان. ويوجد أيضا في بعض الأطعمة المصنعة كالمعكرونة والصلصات والشيبس وبعض المشروبات والأدوية والمكملات الغذائية، وبعض مستحضرات التجميل كبلسم الشفاه.

 و يعتبر النظام الغذائي الخالي من الجلوتين (Gluten) نظاما مبنيا على استبعاد الأطعمة التي تحتوي على مادة الجلوتين، ويعد هذا النظام علاجا وقائيا للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الداء البطني أو ما يعرف بمرض السلياك  (Celiac disease)، أو حساسية القمح ، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية حيث يقوم فيها الجلوتين بتنشيط الجهاز المناعي على تدمير بطانة الأمعاء الدقيقة، بالنسبة لمرضى الداء البطني حبة واحدة من القمح قد تحدث ضررا جسيما على جهازهم الهضمي، لذا وجب عليهم أخذ الحيطة والحذر في غذائهم، ليس لأن القمح بحد ذاته مضر وإنما لأنه يشكل ضررا عليهم هم فقط. يسبب الغلوتين كذلك آثارًا جانبية لدى مرضى الاضطرابات الهضمية عند تناولهم بعض الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.

 أما بالنسبة للأشخاص الغير المصابين بهذه الأمراض، فبعدم تناولهم القمح والحبوب الكاملة يحرمون أجسامهم من الاستفادة من العناصر الغذائية المفيدة التي توجد في هذه الحبوب. فالقمح والحبوب الكاملة هي حبوب تحتوي على الفيتامينات والألياف والمعادن والبروتينات المهمة للجسم والتي تلعب دورا في حماية جسمنا من العديد من الأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن تناول الحبوب الكاملة يخفض نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وكذلك يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، ويقي الجسم من سرطان القولون والمستقيم.

وما شد انتباهي لأبحث في هذا الموضوع هو أنني شاهدت مؤخرا استنطاقا أجري في أحد البرامج التلفزية استهدف مجموعة من الأشخاص يمارسون الرياضة في أحد النوادي، حيث إنهم سئلوا عن اتباعهم الحمية الخالية من الجلوتين، والغريب أن جلهم أجمعوا على اتخادهم هذا النظام كأسلوب حياة جديد لاعتقادهم أنه النظام الصحي الأفضل، والمثير للسخرية أنه عند استفسارهم عن سبب إتباعهم هذا النظام، وعن الجلوتين، وما هي أضراره، أغلبهم لم يعرفوا السبب، ولا يملكون المعلومات الكافية،  وبعضهم حتى لا يعرف ما هو الجلوتين،  و قد اعتمدوا الحمية الخالية من الجلوتين كنصيحة من صديق أو زميل في العمل. إذن فمن هو المروج لهذا النظام على أنه النظام الصحي لجميع الناس، إذا كان الأطباء ذوو الاختصاص ينفون ذلك؟


وكخلاصة الأساس في كل الأطعمة الاعتدال، إلا إذا كانت لدينا أمراض تحول دون ذلك، فالجسم يحتاج لجميع العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة من الكربوهيدرات، الدهون والبروتينات بالإضافة إلى الفيتامينات و… فاجتناب بعض الحبوب التي تحتوي على الجلوتين يعرض الجسم إلى خطر النقص الغذائي، كفيتامين B، والكالسيوم، والحديد، والزنك، والمغنيسيوم والألياف.

 

 

  •  
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

5

متابعهم

1

مقالات مشابة