كيف تنجو بنفسك (وبأولادك) من "كابوس" قلق الامتحانات؟
كيف تنجو بنفسك (وبأولادك) من "كابوس" قلق الامتحانات؟

عزيزي الأب، عزيزتي الأم.. دعونا نعترف بصدق: نحن من نخاف من الامتحانات أكثر من أولادنا.
تلك الرجفة في يدك، والأرق الذي يصيبك، والعصبية المفرطة على أتفه سبب، ليست مجرد "حرص" على مصلحتهم، بل هي حالة تسمى "قلق الامتحانات لدى الأولياء". المشكلة ليست في أنك تقلق، بل في أن هذا القلق هو "عدوى" تنتقل لابنك أسرع من البرق، وتدمر تركيزه بدلاً من أن ترفعه.
في هذا المقال، سنتحدث بهدوء عن كيفية الحفاظ على صحتك النفسية أنت أولاً، وكيف تدير هذه الفترة الصعبة بذكاء ليمر "الإعصار" بسلام
1. أنت "الرادار".. وهم يلتقطون الإشارة
أبناؤنا أذكياء عاطفياً جداً. مهما حاولت أن تبدو هادئاً وتقول "ذاكر بهدوء"، إذا كنت تغلي من الداخل، فإن طفلك يشعر بذلك.
التوتر يفرز هرمون "الكورتيزول" الذي يغلق مراكز الذاكرة في المخ. يعني ببساطة: قلقك الزائد يمسح معلومات ابنك.
أول خطوة في الدعم النفسي للطلاب هي أن يرى الطالب "جداراً ثابتاً" يستند عليه. عندما يراك متوتراً، يشعر أن الامتحان "وحش" لا يمكن هزيمته. والعكس صحيح؛ ابتسامتك وهدوؤك يرسلان رسالة خفية: "الموضوع بسيط، ونحن لها
2. توقف عن سيناريوهات “يوم القيامة”
عقلنا الباطن كأولياء أمور بارع في تأليف قصص الرعب: "ماذا لو رسب؟"، "ماذا لو لم يدخل كلية الطب؟"، "سيضيع مستقبله!".
توقف قليلاً وخذ نفساً عميقاً. هذه مجرد ورقة امتحان، وليست تقييماً لكيان ابنك كإنسان، ولا نهاية العالم. المستقبل بيد الله، والنجاح في الحياة له ألف باب غير باب "الدرجات النهائية".
عندما تتخلص من فكرة أن "قيمة ابني في درجاته"، ستشعر بجبل انزاح عن صدرك، وسينعكس ذلك راحةً على وجه ابنك
3. احذر فخ “ابن خالتك”
لمقارنة هي السكين الذي يذبح الصحة النفسية للطرفين.
"انظر لفلان كيف يذاكر ليل نهار". هذه الجملة لا تحفز ابنك، بل تملؤه بالحقد والإحباط، وتملؤك أنت بالسخط وعدم الرضا.
ركز في ورقتك فقط. قارن ابنك بنفسه (أداءه اليوم مقابل أداءه أمس) وليس بأداء الآخرين. لكل طفل قدرات، ومواهب، وتوقيت مختلف في "التفتح". تقبلك لقدراته هو أكبر حافز له ليبذل أقصى جهده
4. "أكسجين" للأب والأم أولاً
في تعليمات الطائرة يقولون: "ضع قناع الأكسجين لنفسك قبل مساعدة الآخرين".
لا يمكنك أن تمنح الهدوء وأنت منهار. خلال فترة الامتحانات:
*لا تلغي حياتك تماماً. اشرب قهوتك بهدوء، شاهد شيئاً مضحكاً لمدة نصف ساعة، تمشى قليلاً
*لا تجعل كل حوارات البيت عن "المذاكرة". تكلموا في أمور أخرى لتخفيف الضغط
*النوم الجيد لك ضروري لكي تتحمل ضغوط المراجعة معهم
5. الحب غير المشروط.. السلاح السري
أقوى جملة يمكن أن تقولها لابنك قبل الامتحان ليست "ركز جيداً"، بل: "أنا أحبك وفخور بك مهما كانت النتيجة، طالما أنك فعلت ما بوسعك".
هذه الجملة سحرية. إنها تزيل رعب "خيبة الأمل" من عقل الطالب، فيدخل الامتحان بذهن صافٍ وهادئ، وغالباً ما يحقق نتائج أفضل بكثير مما تتوقع
رسالة أخيرة
فترة الامتحانات هي مجرد أيام وستمر، وتصبح ذكرى. لكن ما سيبقى في ذاكرة ابنك للأبد هو: "هل كان أبي وأمي داعمين لي؟ أم كانوا مصدر رعب وضغط؟".
حافظوا على الود، فالدرجات تُعوض، لكن "كسرة النفس" وشرخ العلاقات لا يعوضه شيء. هونوا عليهم.. وعليكم.