"الصويت مش حل!".. دليلك النفسي لترويض "الوحش الصغير" داخل ابنك العصبي بمنتهى الهدوء
"الصويت مش حل!".. دليلك النفسي لترويض "الوحش الصغير" داخل ابنك العصبي بمنتهى الهدوء

هل تشعرين بالحرج عندما ينظر إليكِ الناس في "السوبر ماركت" وابنك يصرخ ويرمي نفسه على الأرض؟ هل ينتهي يومك بدموع وصداع نصفي وجملة واحدة تدور في رأسك: "أنا فشلت في تربيته"؟
صدقيني، لستِ وحدك. ولستِ أماً فاشلة.
التعامل مع الطفل العصبي هو أصعب وظيفة في العالم. نحن كبشر، طاقتنا لها حدود، وعندما يقابلنا طفلنا بالصراخ والعناد طوال اليوم، يكون رد فعلنا الطبيعي هو الصراخ المقابل. ولكن.. هل نفع الصراخ يوماً؟ الإجابة معروفة: لا، بل زاد الطين بلة.
في هذا المقال، سنتحدث "على بلاطة" عن الصحة النفسية لطفلك ولماذا يتحول فجأة إلى شخص عصبي، وكيف نسحب فتيل هذه القنبلة بذكاء وهدوء
1. هو لا يقصد إهانتك.. هو “مش عارف يعبر”
أول قاعدة نفسية لترتاحي: عصبية الطفل ليست موجّهة ضدك شخصياً.
نحن الكبار عندما نغضب، نتصل بصديق لنفضفض، أو نكتب، أو نتمشى. الطفل لا يملك هذه المهارات. جهازه العصبي غير ناضج، ومخزون كلماته قليل.
عندما يصرخ الطفل، هو في الحقيقة يقول لكِ بلغة مشفرة: "ماما، أنا حاسس بحاجة كبيرة ومش عارف أقولها!". قد يكون شعوراً بالغيرة، بالإحباط لأن المكعبات لا تتركب، أو حتى شعوراً بالحر.
تغيير نظرتك للصراخ من كونه "قلة أدب" إلى كونه "عجز عن التعبير" سيجعل قلبك يلين وتتعاملين معه بشفقة لا بغضب.
2. فتشي عن الـ (HALT).. السر المنسي
قبل أن تعاقبي أو تصرخي، خذي ثانية واحدة لتسألي نفسك عن تقنية الـ (HALT)
* هبوط السكر يجعل الكبار عصبيين، فما بالك بالصغارHungry (جائع)
*هل حدث شيء ضايقه في المدرسة أو الحضانة؟Angry (غاضب)
*هل كنتِ مشغولة عنه طوال اليوم بالموبايل أو الطبخ؟Lonely (وحيد)
*هل فات موعد نومه؟Tired (مرهق)
في 90% من الحالات، علاج نوبات الغضب يكون "ساندوتش" أو "حضن" أو "ساعة نوم"، وليس عقاباً
3. "الحضن" يطفئ النار.. (سحر الكيمياء)
عندما يثور طفلك، غريزتك تقول "ابعدي عنه". لكن علم النفس يقول "اقتربي".
في قمة العصبية، يفرز جسم الطفل "الأدرينالين" (هرمون التوتر). الحضن القوي والطويل يفرز هرمون "الأوكسيتوسين" (هرمون الحب والهدوء).
جربي المرة القادمة، ودعي عينك في عينه وقولي له بصوت هامس: "أنا جنبك، أنا بحبك وأنت متعصب وأنت هادي". ستتفاجئين بأنه ينهار باكياً في حضنك ويهدأ كالسحر. هذا هو الدعم النفسي الحقيقي
4. احذري “فخ الشاشات”
هل تلاحظين أن عصبيته تزيد بعد سحب الآيباد أو الموبايل؟
الشاشات، وخاصة الألعاب السريعة والفيديوهات القصيرة (Reels & TikTok)، ترفع مستوى "الدوبامين" بشكل غير طبيعي. عندما تأخذين الجهاز منه، يحدث له هبوط مفاجئ يسبب توتراً عصبياً شديداً يشبه أعراض الانسحاب.
الحفاظ على صحة طفلك النفسية يبدأ بتقليل الشاشات واستبدالها باللعب الحركي (نط، جري، صلصال). الحركة تفرز الطاقة السلبية بشكل صحي
5. كوني أنتِ "المرساة"
تخيلي سفينة في عاصفة (طفلك)، هل تحتاج البحر هائجاً مثلها (أنتِ) أم تحتاج مرساة ثابتة؟
إذا صرختِ أمام صراخه، فقد الطفل شعوره بالأمان. هو يحتاج أن يرى أمامه شخصاً قوياً، هادئاً، ومتحكماً في أعصابه ليطمئن.
دربي نفسك على "العد التنازلي" قبل الرد. تنفسي بعمق. قولي لنفسك: "هو طفل، وأنا الأم". هدوؤك هو الدرس الأكبر الذي سيتعلمه منكِ دون كلام.
كلمة أخيرة
الطفل العصبي غالباً ما يكون طفلاً ذكياً جداً، قيادياً، وحساساً. هذه الطاقة النارية إذا أحسنا توجيهها بالحب والتفهم، ستصنع منه شخصية عظيمة في المستقبل.
لا تكسري شوكته بالقسوة، بل هذبيها بالصبر. أيام التعب ستمر، ويبقى في ذاكرته "حضن ماما" الذي كان يسعه في أسوأ حالاته.