"من يحضن البطل؟".. رسالة إلى أم وأب طفل السرطان: لستم وحدكم، ومن حقكم أن تنهاروا قليلاً لتكملوا المعركة

"من يحضن البطل؟".. رسالة إلى أم وأب طفل السرطان: لستم وحدكم، ومن حقكم أن تنهاروا قليلاً لتكملوا المعركة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

"من يحضن البطل؟".. رسالة إلى أم وأب طفل السرطان: لستم وحدكم، ومن حقكم أن تنهاروا قليلاً لتكملوا المعركة

image about

الجميع يسأل عن الطفل: "كيف حاله؟"، "كم جرعة كيماوي تبقت له؟"، "هل أكل اليوم؟".
ولكن، في زحمة المحاليل وأصوات الأجهزة، وصراع البقاء، ينسى الجميع -وأحياناً تنسون أنتم أنفسكم- السؤال الأهم: "كيف حالكم أنتم؟".

أنتم "الجنود المجهولون" خلف الكواليس. أنتم من تبتسمون في وجه الطفل وقلوبكم تعتصر ألماً، وأنتم من تمسكون دموعكم حتى تخرجوا من الغرفة لتنفجروا في الممر.
الحديث عن الصحة النفسية لأهالي أطفال السرطان ليس رفاهية، بل هو طوق النجاة. فالطائرة لا تطير بمحرك محترق، وأنتم المحرك الذي يمد هذا الطفل بالحياة. إذا انهرتم، من سيسنده؟

في هذا المقال، لن أقول لكم "كونوا أقوياء"، بل سأقول لكم: "أنتم بشر، ومن حقكم أن تتعبوا". دعونا نتحدث عن كيفية حماية أرواحكم من التآكل في هذه الرحلة الشاقة

1. "لماذا ابني؟".. فخ الشعور بالذنب

أقسى ما يواجه الأهل في بداية التشخيص هو جلد الذات. الأم تسأل نفسها: "هل أهملت في تغذيته؟ هل ورث المرض مني؟". والأب يسأل: "لماذا لم ألاحظ الأعراض مبكراً؟".
أرجوكم، توقفوا فوراً. السرطان "قضاء وقدر"، وخلل جيني لا ذنب لكم فيه. لوم النفس لن يغير الماضي، لكنه سيستنزف طاقتكم اللازمة للحاضر والمستقبل.
تذكروا دائماً: أنتم لستم السبب في مرضه، لكنكم (بعد الله) السبب في قوته وشفائه.

2. من حقك أن تنهار (لتبني نفسك من جديد)

المجتمع يطلب منكم أن تكونوا "جبالاً لا تهتز". هذه القوالب المثالية تدمر الصحة النفسية.
كبت المشاعر يؤدي إلى الانفجار أو الإصابة بأمراض جسدية (ضغط، سكر). خصص وقتاً، ولو نصف ساعة يومياً، لتبكي، لتصرخ، أو لتصلي بخشوع وتفرغ كل هذا الحمل.
البكاء ليس ضعفاً، البكاء هو "تنفيس" للضغط العالي داخل عقلك حتى لا ينفجر. اسمح لنفسك بالضعف للحظات، لتستطيع أن تكون قوياً لباقي اليوم.

3. لا تنسوا "الشريك" في خوض المعركة

في رحلة علاج السرطان، يتحول الزوجان أحياناً إلى "ممرضين" فقط، وتختفي العلاقة الزوجية والدفء، ويبدأ اللوم: "أنت لا تشعر بي"، "أنت تتركيني وحدي".
الحفاظ على الدعم النفسي بين الزوجين هو السد المنيع أمام الانهيار. لا بد من التناوب. "اليوم أنا سأبيت في المستشفى وأنت ارتاحي في البيت"، والعكس.
لا بد من عناق، من كلمة طيبة، من كوب شاي يُشرب سوياً بعيداً عن جو المرض. تماسك علاقتكما هو الأرض الصلبة التي يقف عليها طفلكما المريض.

4. الإخوة المنسيون.. (الضحايا الصامتون)

غالباً ما يصب الاهتمام كله على الطفل المريض، ويشعر الإخوة الأصحاء بالإهمال، أو بالذنب لأنهم أصحاء!
هذا الضغط النفسي عليكم كأهل هائل. الحل في "الجودة لا الكمية".
مكالمة فيديو قصيرة لأخوته في البيت، أو خروج أحد الوالدين معهم لساعة، يعيد التوازن النفسي للأسرة. لا تدعوا السرطان يسرق العائلة كلها، حاربوه بتماسككم.

5. ابحث عن "قبيلتك"

لا أحد سيفهم معنى "نقص المناعة" أو "انخفاض الصفائح" أو رعب "انتظار نتيجة الأشعة" إلا أب أو أم مروا بنفس التجربة.
الانعزال هو عدوكم. انضموا إلى مجموعات الدعم لأهالي أطفال السرطان (سواء في المستشفى أو عبر الإنترنت).
الحديث مع أشخاص يتكلمون نفس لغتكم، ويشاركونكم نفس المخاوف، يزيل عن كاهلكم ثقل "الوحدة". ستكتشفون أن مشاعركم طبيعية، وأن هناك ضوءاً في نهاية النفق
رسالة أخيرة

إلى كل أم تنام على كرسي خشبي بجوار سرير ابنها، وإلى كل أب يعمل ليل نهار ليوفر تكاليف أو مستلزمات العلاج..
أنتم "أبطال خارقون" حقيقيون بلا أردية. لا تقسوا على أنفسكم. هذه الأيام الثقيلة ستمر، وستصبح مجرد حكاية تروونها بفخر عن كيف عبرتم العاصفة سوياً.
اهتموا بأنفسكم، لكي تستطيعوا الاهتمام بهم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dalia Shouman تقييم 5 من 5.
المقالات

15

متابعهم

5

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.