"دي بتاعتي لوحدي!".. هل ابنك أناني ولا ده طبيعي؟ دليلك النفسي لإنقاذه من "سجن الأنا" قبل ما الناس تكرهه
"دي بتاعتي لوحدي!".. هل ابنك أناني ولا ده طبيعي؟ دليلك النفسي لإنقاذه من "سجن الأنا" قبل ما الناس تكرهه

عزيزتي الأم، عزيزي الأب.. اهدأوا قليلاً ولا تقلقوا.
التعامل مع الطفل الأناني هو تحدي يواجهه كل بيت تقريباً. لكن، هل تعلمين أن ما ترينه "أنانية" قد يكون في الحقيقة مرحلة نمو طبيعية جداً؟ أو ربما يكون استغاثة نفسية من طفلك؟
1. هل هو أناني أم مجرد "طفل"؟ (فخ السن)
قبل أن تطلقي على طفلك لقب "أناني"، انظري إلى شهادة ميلاده.
علماء النفس يؤكدون أن الطفل قبل سن 4 سنوات يعيش مرحلة تسمى "التمركز حول الذات" (Egocentrism). هو لا يرى العالم إلا من خلال عينيه هو فقط. هو يظن بصدق أن كل ما تقع عليه عينه هو ملك له!
في هذه المرحلة، كلمة "أناني" هي ظلم له. هو لا يقصد الشر، هو ببساطة لم ينضج عقله بما يكفي ليدرك أن الآخرين لديهم حقوق ومشاعر. لذا، الهدوء هو مفتاح الحل هنا، وليس العقاب.
2. خطر "محور الكون".. (نحن نصنع الوحش)
إذا تجاوز الطفل سن الخامسة وما زال يستحوذ على كل شيء، هنا يجب أن نراجع أنفسنا.
هل نحن من صنعنا هذا؟
الدلال الزائد وتلبية كل الرغبات فوراً يرسل رسالة خطيرة لعقل الطفل: "أنت مركز الكون، والجميع هنا لخدمتك".
عندما يكبر هذا الطفل ويخرج للمدرسة، يصطدم بالحقيقة المرة: "العالم لا يهتم بي كما تهتم أمي". هذه الصدمة تسبب له ألماً نفسياً كبيراً، وتجعله ينعزل ويتمسك بأشيائه أكثر كنوع من الدفاع عن النفس. الصحة النفسية للطفل تتطلب أن يتعلم كلمة "لا" وكلمة "ننتظر الدور".
3. الأنانية.. قناع للخوف وعدم الأمان
قد تتفاجئين إذا قلت لكِ إن الطفل الأناني غالباً ما يكون طفلاً "خائفاً".
الطفل الذي يشعر بعدم الأمان (بسبب مشاكل أسرية، أو غيرة من مولود جديد) يتمسك بممتلكاته بشكل مرضي. هو يشعر أن "لعبته" هي الشيء الوحيد الذي يسيطر عليه في هذا العالم الفوضوي.
في هذه الحالة، إجباره على المشاركة بالقوة ("هات اللعبة لعمو حالاً") يزيده عنداً ورعباً. هو يحتاج "حضن" واطمئنان قبل أن يحتاج لدرس في الكرم.
4. كيف نحول "الأنا" إلى "نحن"؟ (روشتة عملية)
العلاج لا يكون بالمحاضرات، فالأطفال لا يتعلمون بالكلام، بل بالأفعال:
*لا تجبريه على المشاركة:نعم، كما قرأتِ. الإجبار يولد الكره للمشاركة. بدلاً من ذلك، استخدمي "نظام الدور اللعبة معك دقيقتين، ثم مع صديقك دقيقتين". هذا يضمن له حقه ويعلمه الصبر.
*امدحي "فعل" العطاء: عندما يعطي قطعة حلوى لأخيه (حتى لو كانت صغيرة)، احتفلي به! "يا الله، أنت كريم جداً، انظر كيف يبتسم أخوك بسببك". اربطي العطاء بالسعادة الاجتماعية
*كوني قدوة:هل تشاركين طعامك مع زوجك أمامه؟ هل تهادين جيرانك؟ طفلك يراقبك. إذا كنتِ كريمة، سيكون هو صورة طبق الأصل منكِ
5. درس "التعاطف".. السلاح السري
الطفل الأناني لديه "عمى مشاعر". هو لا يتخيل شعور الآخر.
دربيه على ذلك. عندما يرفض إعطاء اللعبة لصديقه ويبكي الصديق، اسأليه بهدوء: "تفتكر هو حاسس بإيه دلوقت؟ تفتكر لو أنت مكانه كنت هتزعل؟".
تنمية الذكاء العاطفي والشعور بالآخرين هو العلاج الجذري للأنانية، وهو الذي سيحميه من أن يكون شخصاً منبوذاً في المستقبل.
كلمة أخيرة من القلب
ابنك ليس "شريراً"، هو فقط طفل يحاول حماية عالمه الصغير.
الأنانية صفة يمكن تعديلها بالصبر والحب، وليس بالضرب أو التشهير به أمام الناس.
علميه أن "السعادة الحقيقية" ليست في الامتلاك، بل في رؤية الفرحة في عيون الآخرين. هذه البذرة التي تزرعينها اليوم، ستطرح رجلاً كريماً ومحبوباً غداً.