خطة ذكية لتعديل سلوك "الطفل المهمل" من غير ما تخسري صحتك النفسية
خطة ذكية لتعديل سلوك "الطفل المهمل" من غير ما تخسري صحتك النفسية

التعامل مع الطفل المهمل ليس مجرد مشكلة في "النظام"، بل هو ضغط رهيب على صحتك النفسية. أنتِ تشعرين أن مجهودك ومالك يضيعان على الأرض، وتخافين عليه من المستقبل: "إزاي هيشيل مسؤولية بيت وشغل وهو مش عارف يشيل مسؤولة قلمه؟".
1. التشخيص قبل العلاج: هو مهمل ولا "تايه"؟
قبل أن نحكم عليه، يجب أن نفهم. في علم نفس الطفل، هناك فرق بين "اللامبالاة" وبين "ضعف المهارة".
*غالبية الأطفال المهملين لديهم مشكلة في الوظائف التنفيذية للمخ (المسؤولة عن الترتيب والتذكر). هو لا يتعمد إغاظتك، هو فعلاً عقله "مشوش" ولا يعرف من أين يبدأ.
*أحياناً يكون الإهمال "رسالة": الطفل المدلل جداً الذي يجد من يخدمه (ماما بتلم ورايا)، لماذا يهتم؟
تحديد السبب هو أول خطوة في العلاج.
2. توقفي عن كونك "المنقذ" (قانون العواقب)
هذه أصعب خطوة على قلب الأم، لكنها الأهم.
طالما أنتِ تشترين بديلاً لما ضاع فوراً، وطالما أنتِ ترتبين الغرفة بدلاً منه لأنه "كسول"، فلن يتعدل سلوكه أبداً.
الحل النفسي: اتركيه يواجه نتيجة إهماله.
*نسي "اللانش بوكس"؟ سيذهب غداً بصندوق قديم لا يحبه، أو بكيس بلاستيك، حتى يجد القديم.
*ضيع مصروفه؟ لن يأخذ غيره حتى موعد المصروف القادم.
هذا "الألم الصحي" هو المعلم الحقيقي. الشعور بالفقد والحاجة هو ما سيجبر عقله على الانتباه في المرة القادمة.
3. البرمجة اللغوية.. (بلاش كلمة "أنت مهمل")
تكرار جملة "أنت مهمل"، "أنت فوضوي" هو بمثابة "وشم" تطبعينه على هويته.
الطفل يصدقك، ويتصرف بناءً على هذا الوصف: "بما إن ماما شايفة إني مهمل، خلاص مفيش فايدة أحاول".
عدلي سلوكه بلسانك أولاً:
استبدلي الاتهام بالتشجيع الموجه: "أنا عارفة إنك تقدر تحافظ على حاجتك"، "أنت مخك ذكي وتقدر ترتب الجدول لوحدك". ازرعي فيه الصفة التي تريدينها، لا الصفة التي ترينها الآن.
4. النظام يحتاج "روتين" مش "مفاجآت"
الطفل المهمل يكره المفاجآت والمهام الكبيرة. كلمة "روق أوضتك" بالنسبة له جملة مرعبة وغامضة.
ساعديه بتقسيم المهمة:
*دلوقتي هنلم المكعبات بس.
*قبل النوم هنجهز الشنطة.
اصنعي له جدولاً بصرياً (ورقة ملونة) معلقة على الباب: (غسيل وجه، ترتيب سرير، تجهيز حقيبة). عندما يرى المهام أمامه، يسهل عليه تنفيذها، ومع التكرار تتحول لعادة لا تحتاج لتفكير.
5. المكافأة الذكية.. (اصطديه وهو منظم!)
نحن نركز دائماً على الأخطاء ونصرخ. لكن عندما يتصرف بنظام (ولو مرة صدفة)، نصمت ونعتبره "واجبه".
خطأ!
تعديل السلوك يعتمد على التعزيز الإيجابي.
في المرة التي يضع فيها حذاءه في مكانه، هللي وافرحي: "برافو! أنا فخورة بيك، الجزامة شكلها يفتح النفس".
هذا الشعور بالفخر، وربط النظام بابتسامة ماما (وليس بصراخها)، سيحفز مخه لإفراز الدوبامين، وسيجعله يكرر السلوك للحصول على هذا الشعور الجميل مرة أخرى.
كلمة أخيرة
تعديل سلوك الطفل المهمل يحتاج "نفس طويل". لا تتوقعي أن يتغير بين ليلة وضحاها.
سيفشل مرة وينجح مرة، وهذا طبيعي.
المهم أن تظلي أنتِ "المدرب الصبور" الذي يوجه بحب وحزم، وليس "الشرطي" الذي يعاقب ويصرخ. ابنك مشروع رجل مسؤول، استثمري فيه بصبرك الآن، لترتاحي وتفخري به غداً.