رحلة داخل العقل الممزق ..بين الذهان والفصام.
يُعد كلٌّ من الفصام (Schizophrenia) والذهان (Psychosis) من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تؤثر على إدراك الإنسان للواقع وطريقة تفكيره وشعوره وسلوكه. وعلى الرغم من ارتباط المصطلحين أحيانًا ببعضهما، إلا أن بينهما اختلافات مهمة، فالفصام هو مرض مزمن يتسم بنوبات من الذهان وأعراض أخرى، بينما الذهان هو عرض أو حالة عقلية يمكن أن تظهر في عدة أمراض مختلفة.
أولاً: ما هو الذهان؟
الذهان هو حالة يفقد فيها الشخص القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.
أبرز الأعراض:
1. الهلوسة: سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة.
2. الأوهام: معتقدات خاطئة ثابتة (مثل اعتقاد أن شخصًا يلاحقه).
3. اضطراب التفكير: كلام غير مترابط أو أفكار مشوشة.
4. تغيرات في السلوك: مثل العزلة أو الانفعال المفاجئ.
أسباب الذهان:
اضطرابات عقلية (الفصام، الاضطراب ثنائي القطب).
تعاطي المخدرات أو الكحول.
أمراض عصبية أو إصابات دماغية.
ضغوط نفسية شديدة.
ثانياً: ما هو الفصام (الانفصام)؟
الفصام هو اضطراب نفسي مزمن يُصنَّف كأحد أشكال الذهان طويل الأمد. يؤثر على التفكير، الانفعالات، والسلوك الاجتماعي.
الأعراض الأساسية للفصام:
1. أعراض إيجابية (تُضاف إلى السلوك الطبيعي):
الهلوسة.
الأوهام.
اضطراب التفكير والكلام.
2. أعراض سلبية (نقص في القدرات الطبيعية):
فقدان الإرادة والدافعية.
ضعف التعبير العاطفي.
الانسحاب الاجتماعي.
3. أعراض معرفية:
صعوبة التركيز.
ضعف الذاكرة العاملة.
تشتت الانتباه
أسباب الفصام.
عوامل وراثية (تاريخ عائلي للمرض).
خلل في كيمياء الدماغ (الدوبامين والغلوتامات).
عوامل بيئية (ضغوط نفسية، صدمات في الطفولة).
ثالثاً: التشخيص.
يعتمد التشخيص على المقابلة الإكلينيكية مع المريض وملاحظة السلوك.
تُستخدم معايير تشخيصية مثل DSM-5 أو ICD-11.
أحيانًا يتم إجراء فحوص لاستبعاد أمراض جسدية أو تأثير المخدرات.
رابعاً: العلاج.
1. العلاج الدوائي:
مضادات الذهان (Antipsychotics) مثل: ريسبيريدون، أولانزابين، كويتيابين.
أحيانًا مضادات اكتئاب أو مثبتات مزاج حسب الحالة.
2. العلاج النفسي والسلوكي:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
جلسات دعم فردية أو جماعية.
تدريب على المهارات الاجتماعية.
3. الدعم الاجتماعي:
دور الأسرة أساسي في المساندة.
برامج إعادة التأهيل المجتمعي.
خامساً: الوقاية والتعايش.
الكشف المبكر عند ظهور الأعراض.
الالتزام بالعلاج والمتابعة الطبية.
تجنّب المخدرات والكحول.
ممارسة أنشطة حياتية صحية (رياضة، غذاء متوازن، نوم منتظم).Schizophrenia
سادسا الأبحاث الحديثة.
دراسات جينية تربط الفصام بخلل في جينات معينة.
أبحاث عن دور الالتهابات والمناعة في تطور الذهان.
تطوير أدوية أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية.
تطبيق الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحدوث نوبات الذهان عبر تحليل أنماط الكلام والسلوك.
خاتمة.
الذهان عرضٌ خطير يشير إلى خلل في إدراك الواقع، أما الفصام فهو مرض عقلي مزمن يتضمن نوبات من الذهان ويؤثر على مجالات التفكير والسلوك والحياة الاجتماعية. وعلى الرغم من أن الفصام لا يُشفى تمامًا، إلا أن العلاج الدوائي والدعم النفسي والاجتماعي يساعدان بشكل كبير في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.
