
الحقيقه وراء مرض الجذام
داء الجذام (مرض هانسن): الأعراض، طرق الانتقال، والعلاج:

1. تعريف داء الجذام والمسبب الرئيسي
داء الجذام، المعروف أيضاً بمرض هانسن، هو مرض مزمن معدٍ تسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية. يصيب هذا المرض بشكل أساسي الجلد والأعصاب الطرفية والأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي والعينين. على الرغم من السمعة التاريخية للمرض، فإن الجذام مرض قابل للشفاء تماماً إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكراً، وهو ليس شديد العدوى كما يُعتقد، حيث أن أكثر من 95% من البشر لديهم مناعة طبيعية ضده.

2. طرق انتقال العدوى وفترة الحضانة
ينتقل داء الجذام عبر الرذاذ التنفسي (القطيرات) من الأنف والفم عند السعال أو العطس من شخص مصاب بالجذام غير المعالج، خاصة الشكل المعدي منه. يتطلب انتقال العدوى عادةً اتصالاً وثيقاً ومستمراً وطويل الأمد مع المريض غير المعالج. لا ينتقل الجذام عن طريق المصافحة أو العناق أو الجلوس بجوار المصاب. يتميز المرض بفترة حضانة طويلة جداً، تتراوح في المتوسط بين سنتين وخمس سنوات، ولكنها قد تمتد في بعض الحالات إلى 20 عاماً أو أكثر قبل ظهور الأعراض.

3. الأعراض الجلدية والعصبية المبكرة
تعتمد أعراض الجذام على استجابة الجهاز المناعي للمريض، ويُقسم المرض إلى نوعين رئيسيين:
الجذام الدرني: وهو الشكل الأقل حدة، ويتميز بظهور عدد قليل من الآفات الجلدية (عادةً أقل من خمسة)، تكون هذه الآفات فاتحة اللون (ناقصة التصبغ) أو حمراء، وتكون محددة بوضوح. السمة الأهم هي فقدان الإحساس (التنميل أو الخدر) في هذه البقع الجلدية نتيجة لتلف الأعصاب تحتها.
الجذام الجذامي: وهو الشكل الأكثر شدة، ويتميز بآفات جلدية متعددة ومنتشرة (أكثر من خمسة)، قد تكون على شكل عقيدات أو كتل جلدية سميكة، خاصة على الوجه والأذنين.

4. المضاعفات المتقدمة وتلف الأعصاب
إذا تُرك الجذام دون علاج، فإنه يسبب تلفاً تدريجياً ومزمناً للأعصاب الطرفية. يؤدي هذا التلف إلى فقدان الإحساس بالألم والحرارة في الأطراف (اليدين والقدمين)، مما يجعل المريض عرضة للإصابات والحروق والجروح غير الملاحظة. تتطور هذه الإصابات الثانوية إلى تقرحات مزمنة وتشوهات جسدية، مثل انثناء الأصابع (يد المخلب) أو تدلي القدم، نتيجة لضعف العضلات. كما يمكن أن يؤدي المرض إلى تلف العينين، مما يسبب الجفاف والعمى، وتلف الأنف، مما يؤدي إلى انهيار الحاجز الأنفي.

5. التشخيص والعلاج :
متعدد الأدوية يتم تشخيص الجذام سريرياً من خلال ملاحظة العلامات المميزة (الآفات الجلدية وفقدان الإحساس). يمكن تأكيد التشخيص عن طريق أخذ مسحة جلدية أو خزعة للبحث عن بكتيريا المتفطرة الجذامية. العلاج الفعال للجذام هو العلاج متعدد الأدوية، وهو نظام علاجي مجاني توفره منظمة الصحة العالمية. يتكون هذا العلاج من مجموعة من المضادات الحيوية القوية، أبرزها الريفامبيسين، والدابسون، والكلوفازيمين.

6. مدة العلاج:
يعد العلاج متعدد الأدوية فعالاً للغاية، حيث يقتل البكتيريا ويوقف انتقال العدوى بعد الجرعة الأولى. تختلف مدة العلاج حسب نوع الجذام: يُعالج الجذام الدرني (الأقل حدة) لمدة ستة أشهر، بينما يُعالج الجذام الجذامي (الأكثر حدة) لمدة 12 إلى 24 شهراً. إذا تم العلاج في المراحل المبكرة، يمكن الشفاء التام دون أي إعاقة دائمة. حتى في الحالات المتقدمة، يوقف العلاج تقدم المرض ويمنع المزيد من التلف العصبي، مما يسمح للمرضى بالعيش حياة طبيعية.