
🐟 السمك: كنز البحر لصحة الإنسان وعافيته
🐟 السمك: كنز البحر لصحة الإنسان وعافيته:-
السمك غذاء البحر الثمين ومصدر غذائي متكامل يحتاجه الإنسان ليحافظ على صحته ونشاطه. منذ القدم اعتمدت الشعوب الساحلية على الأسماك كجزء رئيسي من وجباتها اليومية، لما توفره من بروتينات عالية الجودة وأحماض دهنية أساسية وقيِّمة. يحتوي السمك على أحماض أوميغا-3 الدهنية التي تُعدّ من العناصر الحيوية لصحة القلب والدماغ، فهي تقلل الالتهابات وتدعم الوظائف العصبية وتُحسّن تماسك الخلايا الدموية.
إلى جانب أوميغا-3، يوفر السمك مجموعة متوازنة من الفيتامينات والمعادن، منها فيتامين د الضروري لصحة العظام، وفيتامينات مجموعة ب التي تُعزّز الطاقة والأيض، إضافة إلى معادن مثل اليود والسيلينيوم والزنك التي تلعب أدوارا هامة في توازن الغدد والوقاية من الأمراض. لذلك ينصح الخبراء بتناول السمك مرتين أسبوعياً على الأقل للاستفادة من هذه العناصر.

الأسماك تختلف في قيمتها الغذائية؛ فالسلمون والماكريل والسردين تُعرف بأنها غنية بالدهون الصحية والأوميغا-3، بينما أسماك الماء الأبيض مثل البوري والقد تمنح البروتين الخالي من الدهون ونسبة أقل من السعرات. لذلك يمكن تنويع الاستهلاك للحصول على فوائد متعددة وتقليل احتمال تراكم المعادن الثقيلة لدى بعض الأنواع الكبيرة.
للأطفال يؤمن السمك دعماً مهماً لنمو الدماغ وتطور المهارات المعرفية، كما يساهم في تحسين التركيز والسلوك المدرسي. أما الحوامل فاستشارة الطبيب مهمة لاختيار أنواع منخفضة الزئبق لضمان سلامة الجنين والاستفادة من الفيتامينات المهمة لنموه. كما أن كبار السن يستفيدون من تناول السمك بانتظام في الحفاظ على الوظائف العقلية وتقوية العظام والمفاصل.
من طرق الطهي الصحية للسمك الشوي أو الطهي على البخار أو الخبز بكمية قليلة من الزيت، فهذه الطرق تحافظ على العناصر الغذائية وتقلل الدهون المشبعة المحتملة. يجب تجنب الإفراط في القلي، كما ينصح بغسل الأسماك جيداً وإزالة الأجزاء القابلة للتلوث. عند اختيار السمك الطازج، يُفضل أن تكون الرائحة طبيعية واللحم متماسكاً والعيون شفافة.
رغم الفوائد الكبيرة، قد يحتوي بعض أنواع السمك على كميات من الزئبق والملوثات البحرية الأخرى، ولذلك يُنصح بالاعتدال وعدم الإفراط خاصة لدى الأطفال والحوامل. كذلك توجد حالات تحسسية تجاه بروتينات السمك لدى فئات معينة، وفي هذه الحالات يجب الامتناع عن تناوله واختيار بدائل مفيدة مثل البقوليات والمكسرات.
السمك أيضاً يلعب دوراً ثقافياً واجتماعياً في كثير من المطابخ، فهو يظهر في وصفات تقليدية ومأكولات احتفالية تُعبّر عن هوية المناطق الساحلية. كما أن ثروة الأسماك تُعد مورداً اقتصادياً هاماً يعتمد عليه ملايين الناس في كسب رزقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لضمان أقصى استفادة غذائية، يمكن اعتماد بعض النصائح العملية عند شراء وتحضير السمك. أولاً، تحديد حجم الحصة المناسبة؛ فالحصة الموصى بها للبالغين تتراوح بين 100 و150 غراماً لكل وجبة، ما يضمن أخذ الكميات المناسبة من البروتين والدهون المفيدة دون زيادة في السعرات. ثانياً، التخزين الجيد؛ يُفضَّل شراء السمك طازجاً أو مجمَّداً سريعاً، وحفظه في درجات حرارة منخفضة لمنع تلفه، مع استخدامه خلال يومين من الشراء إن كان طازجاً، أو اتباع تعليمات التجميد إن كان مُجَمَّداً. ثالثاً، تنويع الأنواع بين مائية دهنية ومائية قليلة الدهون بحسب الحاجة. يومية بسيطة