"شايف نفسه على زمايله!".. هل يربي منزلك "طاووساً" صغيراً؟ دليلك لإنقاذ طفلك المتكبر من فخ الغرور

"شايف نفسه على زمايله!".. هل يربي منزلك "طاووساً" صغيراً؟ دليلك لإنقاذ طفلك المتكبر من فخ الغرور

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

"شايف نفسه على زمايله!".. هل يربي منزلك "طاووساً" صغيراً؟ دليلك لإنقاذ طفلك المتكبر من فخ الغرور

image about

التعامل مع الطفل المتكبر ليس مجرد مسألة "أدب وأخلاق"، بل هو قضية صحة نفسية عميقة. الغرور عند الأطفال ليس قوة كما يظن البعض، بل هو "قناع" هش يخفي وراءه مشاكل نفسية قد تدمر مستقبله الاجتماعي إذا لم نتدخل بذكاء.

1. الخيط الرفيع بين "الثقة" و"الغرور"

كثير من الآباء يقعون في الفخ. نحن نريد أطفالاً واثقين من أنفسهم، فنصفق لهم ونمدحهم. لكن، أين الخط الأحمر؟
لطفل الواثق: يقول "أنا شاطر في الرسم". (تركيز على القدرة)
لطفل المتكبر: يقول "أنا أرسم أحسن منكم كلكم، وأنتم لا تفهمون شيئاً". (تركيز على التقليل من الآخرين

مشكلة الصحة النفسية للطفل المتكبر تكمن في أنه يستمد قيمته الذاتية فقط من خلال "المقارنة". هو لا يشعر أنه بخير إلا إذا كان الآخرون "أقل" منه. وهذا بئر لا قاع له من التعاسة والضغط النفسي.

2. هل نحن "المصنع"؟ (جلد الذات الممنوع والمسموح)

دعونا نتكلم بصراحة. الطفل يولد صفحة بيضاء. التكبر سلوك "مكتسب".
راجعوا طريقة مدحكم له. هل تقولون له باستمرار: "أنت أمير"، "أنت أجمل طفل في العالم"، "أنت أذكى من في المدرسة"؟
هذا النوع من المدح المبالغ فيه يضخم الـ (Ego) أو "الأنا". الطفل يصدق أنه فعلاً "مركز الكون"، وعندما يخرج للعالم الحقيقي ويجد من هو أشطر منه، يصاب بصدمة نفسية، فيلجأ للتكبر كآلية دفاعية ليحمي صورته المتضخمة.
الحل: امدحوا "المجهود" لا "الصفة". قولوا: "أعجبني أنك حاولت حل المسألة"، بدلاً من "أنت عبقري زمانك".

3. الغرور.. قناع لضعف الشخصية

قد تتفاجئين إذا قلت لكِ إن الطفل المتكبر غالباً ما يكون مهزوزاً نفسياً من الداخل.
هو يشعر بالنقص أو الخوف من الفشل، فيرتدي قناع "الطاووس" ليخفي خوفه. هو يهاجم قبل أن يُهاجم.
التعامل معه بقسوة وكسر أنفه ("أنت ولا حاجة"، "اسكت يا مغرور") سيدمره وسيجعله يتمسك بالغرور أكثر ليدافع عن نفسه. هو يحتاج للأمان، ليطمئن أننا نحبه حتى لو لم يكن "الأول" أو “الأجمل”
4. درس في "التواضع العملي"

التواضع لا يُدرس بالمحاضرات، بل بالمواقف.
*علميه قيمة الآخرين: "صحيح أنت سريع في الجري، لكن صديقك أحمد يرسم ببراعة. كل واحد عنده موهبة مختلفة". هذه الجملة تزرع في عقله فكرة "تكامل البشر" لا "تفاضل البشر".
*قدوة حية: كيف تعاملين أنتِ عامل النظافة أو البواب؟ هل تتحدثين بتعالي عن الجيران؟ طفلك هو "كاميرا" تسجل وتلد تصرفاتك. كوني متواضعة، سيكون هو كذلك تلقائياً.

5. خطر "العزلة الاجتماعية"

أخطر ما يهدد نفسية الطفل المتكبر هو أن ينتهي به المطاف وحيداً. الأطفال يملكون راداراً لكشف المغرور، وسرعان ما سيتجنبونه: "لا تلعبوا معه، هو يظن نفسه الزعيم".
الوحدة في سن الطفولة قاسية جداً وقد تؤدي للاكتئاب.
عليكِ التدخل بحكمة: "حبيبي، الناس تحب الشخص اللطيف، ليس الشخص الذي يتفاخر. إذا استمريت هكذا، قد تخسر أصدقاءك، وأنا لا أحب أن أراك وحيداً". اربطي سلوكه بالنتيجة الاجتماعية مباشرة

كلمة أخيرة

طفلك المتكبر ليس "مشروع ديكتاتور" ولا طفلاً سيئاً، هو فقط طفل ضل الطريق في فهم قيمته الحقيقية. هو يظن أن قيمته في "الأشياء" التي يملكها أو في كونه "الأفضل".
دورك الآن هو إعادة ضبط بوصلته. علميه أن القيمة الحقيقية للإنسان ليست في أن يكون فوق الناس، بل في أن يكون "مع" الناس.
التواضع هو المغناطيس الحقيقي الذي سيجذب القلوب إليه ويحميه من قسوة الوحدة. ابدئي اليوم، فكلما كان التدخل مبكراً، كان التغيير أسهل وأسرع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dalia Shouman تقييم 5 من 5.
المقالات

15

متابعهم

5

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.