دليلك النفسي للتعامل مع "الشخص الطماع" من غير ما يستنزفك أو ياكل حقك

دليلك النفسي للتعامل مع "الشخص الطماع" من غير ما يستنزفك أو ياكل حقك

التعامل مع الشخص الطماع ليس مجرد مشكلة مادية، بل هو استنزاف نفسي رهيب. هو يجعلك تشعر أنك "مُستغَل" وأن طيبتك هي نقطة ضعفك.
1. افهم "الثقب الأسود" النفسي

قبل أن تغضب منه، افهم حقيقته لترتاح.
الشخص الطماع يعاني من "فجوة نفسية" عميقة. هو لا يشعر بالأمان أو الرضا الداخلي، فيحاول تعويض هذا النقص بجمع الأشياء (سواء أموال أو اهتمام الناس).
هو مثل "الثقب الأسود"، مهما رميت فيه لن يمتلئ.
عندما تدرك أن طمعه هو "مرض في قلبه" وليس "تقصيراً منك"، ستتوقف عن محاولة إرضائه لأنك ستعرف أنها محاولة فاشلة مسبقاً. هذه القناعة هي أول خطوة في الحماية النفسية.

2. توقف عن لعب دور "المنقذ الساذج"

الطماع لا يستطيع استغلالك إلا إذا سمحت له بذلك.
غالباً ما يلعب الطماع على وتر "الإحراج" أو "الشهامة" لديك. يرمي الكلمة وينتظر أن تخجل وتقول "على حسابي".
الحل النفسي: تخلص من "خجل الرفض".
كلمة "لا" هي جدار الحماية الأول لصحتك النفسية.
عندما يطلب منك شيئاً فوق طاقتك، أو يلمح لتدفع عنه، تدرب على قول: "آسف، ظروفي لا تسمح"، أو "الميزانية مضغوطة هذا الشهر".
في المرة الأولى ستشعر بالرجفة والخجل، لكن بمجرد أن تقولها، سيكتشف الطماع أن "البئر جف"، وسيبحث عن ضحية أخرى.

3. سياسة "هات وخد".. (المعاملة بالمثل)

العلاقات السوية هي "طريق رايح جاي". علاقتك بالطماع هي "طريق اتجاه واحد".
لتعديل هذا الميزان المائل، ابدأ في الطلب منه.
نعم، اطلب حقك. إذا كان يطلب خدماتك دائماً، اطلب منه خدمة في المقابل: "بما إنك فاضي، ممكن تخلص لي الورق ده؟".
الطماع يكره "العطاء" كره العمى. بمجرد أن تبدأ في الطلب منه، سيشعر بالانزعاج وسيهرب من حياتك تدريجياً. وهذا هو المطلوب؛ تنظيف حياتك بذكاء.

4. داري على شمعتك.. (الحسد والطمع توأم)

الشخص الطماع عينه دائماً على ما في يد غيره. رؤيته لنعمك تثير طمعه وتجعله يخطط لكيفية الاستفادة منها.
حفاظاً على سلامك النفسي، لا تكن كتاباً مفتوحاً أمامه.
لا تتحدث عن مكافأتك المالية، ولا عن خططك الشرائية، ولا عن سعادتك الزائدة أمامه.
الغموض هو العدو الأول للطماع. اجعله لا يعرف ما تملك، حتى لا يطمع فيك.

5. لا تنتظر "التقدير".. (لأنه لن يأتي)

أكثر ما يوجع القلب في التعامل مع الطماعين هو الجحود. أنت تعطي وتعطي، وفي أول مرة تقول "لا"، ينكر كل ما فعلته سابقاً ويغضب!
لا ترهق نفسك في انتظار كلمة شكر. الطماع يرى عطاءك "واجباً" وليس "فضلاً".
وفر مشاعرك وانتظارك لمن يستحق. تعامل معه بحدود الرسميات، ولا تتوقع منه الوفاء، حتى لا تُصدم نفسياً حين يبيعك عند أول مفرق طريق.

كلمة أخيرة

أنت المسؤول الأول عن حماية "حدودك".
الشخص الطماع لن يتوقف عن الأكل في لحمك إلا إذا أوقفته أنت.
لا تخف من خسارته، فخسارة شخص يستغلك هي في الحقيقة "مكسب" لراحة بالك وجيبك وكرامتك. كن كريماً، ولكن مع الكرام، لا مع اللئام.