التعامل مع الشخص اللي "مابيعتذرش": إزاي تحمي عقلك من الجنون وتوقف الدوامة دي؟
التعامل مع الشخص اللي "مابيعتذرش": إزاي تحمي عقلك من الجنون وتوقف الدوامة دي؟

التعامل مع الشخص الذي لا يعترف بخطئه ليس مجرد "عناد"، بل هو نوع من التلاعب العقلي (Gaslighting) الذي يجعلك تشك في ذاكرتك وفي قواك العقلية. أنت تعلم الحقيقة، لكنه يصر على إنكارها ببرود أعصاب يجعلك تود صدم رأسك في الحائط!
1. لماذا لا يعتذر؟ (السر وراء القناع)
أنت تراه متكبراً وجباراً، لكن علم النفس يراه "هشاً" جداً.
الشخص الذي يرفض الاعتراف بالخطأ يعاني غالباً من "الأنا الهشة" (Fragile Ego). بالنسبة له، كلمة "أنا أخطأت" لا تعني أنه ارتكب هفوة، بل تعني في عقله الباطن "أنا فاشل، أنا سيء، أنا لا أستحق الاحترام".
الاعتراف بالخطأ يشعره بـ "عار" لا يحتمله، لذلك يدافع عن صورته المزيفة باستماتة، حتى لو اضطر للكذب أو الهجوم عليك. هو لا يحاربك أنت، هو يحارب شعوره بالنقص. فهمك لهذه النقطة يجعلك تنظر له بشفقة لا بغضب.
2. توقف عن محاولة "إثبات الحقيقة"
أنت تدخل النقاش ومعك الأدلة والبراهين والرسائل، وتتوقع منه أن يقول: "فعلاً، عندك حق".
هذا لن يحدث. وفر مجهودك.
كلما واجهته بالحقائق، زاد دفاعه وإنكاره. هو مستعد أن يغير الواقع ولا يغير رأيه.
حفاظاً على سلامك النفسي، توقف عن لعب دور "المحقق". أنت لست بحاجة لاعترافه لتعرف أنك على حق. ثقتك بما رأيته وسمعته تكفي. لا تربط راحتك بكلمة منه لن تأتي.
3. احذر فخ "قلب الطرابيزة" (Lame Blame)
هذه هي لعبته المفضلة. عندما تحاصره بخطئه، سيقوم فوراً بتغيير الموضوع ومهاجمتك بخطأ قديم ارتكبته أنت منذ 3 سنوات!
"أنت تتحدث عن تأخري؟ وماذا عن يوم كذا حين فعلت كذا؟".
الهدف هنا هو تشتيتك وجعلك تدافع عن نفسك بدلاً من محاسبته.
الحل الذكي: كن كالأسطوانة المشروخة.
لا تدافع عن نفسك. قل بهدوء: "احنا مش بنتكلم عن الماضي دلوقتي، احنا بنتكلم عن الموقف الحالي". أعده للنقطة الأساسية مراراً وتكراراً دون أن تنفعل.
4. لا تقبل "الاعتذار المزيف"
أحياناً، لكي ينهي النقاش، قد يرمي لك اعتذاراً مسموماً مثل:
*"أنا آسف إنك زعلت" (يعني المشكلة في زعلك أنت مش في فعلي أنا).
*"أنا آسف بس أنت اللي نرفزتني" (يعني الخطأ خطؤك أنت).
هذا ليس اعتذاراً، هذا تلاعب.
الاعتذار الحقيقي له شروط: اعتراف بالخطأ + تحمل المسؤولية + وعد بعدم التكرار.
إذا لم تجد هذه العناصر، لا تقبل الاعتذار لمجرد إنهاء المشكلة، لأنك بذلك تعطيه الضوء الأخضر لتكرار الإساءة.
5. ارسم حدودك.. واحمِ عقلك
إذا كان هذا الشخص لا يعترف بخطئه، فعليك أن تحمي نفسك من نتائج أخطائه.
بدلاً من محاولة تغييره، غيّر رد فعلك.
*إذا صرخ ولم يعتذر، انسحب من الغرفة: "لن أكمل النقاش بهذا الأسلوب.
*إذا أخطأ في حقك ولم يعترف، قلل مساحة التعامل معه لأضيق الحدود.
العواقب (وليس الكلام) هي اللغة الوحيدة التي قد تجبره على مراجعة نفسه.
كلمة أخيرة
التعامل مع شخص يرى نفسه لا يخطئ هو ابتلاء حقيقي.
لا تسمح له بأن يجعلك تشك في نفسك.
احتفظ بحقيقتك داخلك، ولا تنتظر الاعتراف منه.
أحياناً تكون "راحة البال" أهم بكثير من أن تثبت أنك "صح". اتركه وعش أنت في واقعك الحقيقي بسلام.