دليلك النفسي للتعافي من "الصدمات": إزاي تلملم روحك المتكسرة وترجع تقف على رجلك تاني

دليلك النفسي للتعافي من "الصدمات": إزاي تلملم روحك المتكسرة وترجع تقف على رجلك تاني

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

دليلك النفسي للتعافي من "الصدمات": إزاي تلملم روحك المتكسرة وترجع تقف على رجلك تاني

image about دليلك النفسي للتعافي من

عزيزي المحارب.. ما تشعر به الآن يسمى "الصدمة النفسية" (Trauma).
هو جرح غير مرئي، لكنه يؤلم أكثر من أي كسر في العظام. الصدمة ليست مجرد "زعل"، هي زلزال يضرب أمانك النفسي ويجعلك ترى العالم مكاناً مخيفاً.

1. "أنا مش مصدق!".. (مخدر رباني)

في الأيام الأولى للصدمة، يدخل عقلك في حالة "إنكار".
"أكيد ده محصلش"، "أكيد هيرجعوا"، "أكيد ده حلم".
لا تقلق، أنت لست فاقداً للوعي. هذا دفاع نفسي طبيعي جداً. عقلك يفرز "مخدراً" ليحميك من شدة الألم الذي لا يحتمل دفعة واحدة.
لا تجبر نفسك على استيعاب كل شيء فوراً. اترك لنفسك مساحة للذهول والصمت. لا بأس أن تكون "تايهاً" لفترة، فهذا جزء من استيعاب الضربة.

2. اسمح للوجع بالخروج.. (تنظيف الجرح)

المجتمع يقول لك: "خليك قوي"، "ماتعيطش".
هذه أسوأ نصيحة ممكنة لـ الصحة النفسية. القوة ليست في كبت الدموع، القوة في الاعتراف بالألم.
الصدمة مثل "القيح" داخل الجرح؛ إذا كتمتها ستتعفن وتتحول لاكتئاب مزمن أو أمراض جسدية.
ابكِ، اصرخ، اكتب مشاعرك في ورقة ومزقها. الحزن طاقة ثقيلة يجب أن تخرج من جسدك لكي تستطيع التنفس. حدد وقتاً للحزن (مثلاً: سأبكي الآن لمدة ساعة)، ثم اغسل وجهك وحاول القيام بشيء بسيط.

3. فخ "لماذا أنا؟".. (الجلاد الداخلي)

بعد الصدمة، يبدأ الشيطان في اللعب برأسك:
"ليه أنا يارب؟"، "أنا عملت إيه عشان يحصلي كدة؟"، "لو كنت عملت كذا مكنش ده حصل".
هذه الأسئلة هي "رمال متحركة". كلما تحركت فيها، غرقت أكثر في اليأس.
الحقيقة القاسية والمريحة في آن واحد: الابتلاءات لا تعني أنك سيء، ولا تعني عقاباً. هي أقدار تحدث في حياة الجميع.
بدلاً من سؤال "لماذا حدث هذا؟" (الذي لا إجابة له)، حاول تدريب عقلك على سؤال: "ماذا سأفعل الآن؟". نقل التركيز من "الماضي" إلى "الحاضر" هو أول خطوة للوقوف على قدميك.

4. التعافي ليس "خطاً مستقيماً"

يوم ستشعر أنك بخير وتضحك، واليوم التالي ستشعر بانهيار وكأن الصدمة حدثت أمس.
هذا طبيعي جداً. لا تيأس وتقول "أنا انتكست".
التعافي يشبه "موج البحر"، يعلو ويهبط.
كن رحيماً بنفسك في أيام الهبوط. لا تضغط على نفسك لتكون "طبيعياً" بسرعة. الجروح النفسية تحتاج وقتاً لتلتئم، تماماً كالجروح الجسدية، وربما تترك ندبة، لكنها ستتوقف عن النزيف.

5. "النمو ما بعد الصدمة".. (المنحة في المحنة)

قد لا تصدقني الآن، لكن يوماً ما ستنظر للخلف وتدرك أن هذه الصدمة "غيرتك".
علماء النفس يسمونه Post-Traumatic Growth.
الصدمات تكسرنا، نعم، لكننا عندما نُجبر، نعود بتركيبة مختلفة. نصبح أكثر نضجاً، أكثر تقديراً للنعم البسيطة، وأكثر قوة وصلابة.
أنت لن تعود كما كنت.. أنت ستصبح نسخة "أعمق" وأقوى من نفسك القديمة.

كلمة أخيرة

لا تواجه العاصفة وحدك.
الاستعانة بصديق، أو مجموعة دعم، أو حتى طبيب نفسي، ليس عيباً.
أنت الآن "ناجٍ" ولست "ضحية". والناجي يحق له أن يطلب المساعدة، ويحق له أن يأخذ وقته ليلتقط أنفاسه، قبل أن يكمل رحلة الحياة.. لأن الحياة، رغم كل شيء، تستحق أن تُعاش.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dalia Shouman تقييم 5 من 5.
المقالات

42

متابعهم

5

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.