​🔬 اكتشاف أكبر بكتيريا في العالم بحجم حبة الرمش.. أين؟

​🔬 اكتشاف أكبر بكتيريا في العالم بحجم حبة الرمش.. أين؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

​🔬 اكتشاف أكبر بكتيريا في العالم بحجم حبة الرمش.. أين؟

مقدمة:

​لم يعد عالم البكتيريا مقتصراً على الكائنات الدقيقة التي لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر. ففي اكتشاف مذهل يغير المفاهيم العلمية، تم تحديد بكتيريا عملاقة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، يصل حجمها إلى حجم رمش العين. هذا الاكتشاف الجديد يفتح آفاقاً واسعة لفهم التنوع البيولوجي وقدرة الكائنات الحية على التكيف. هذا النوع الفريد، الذي أطلق عليه اسم Thiomargarita magnifica، يكسر جميع القواعد المعروفة عن حجم وتكوين الخلايا البكتيرية.

​🌟 المحور الأول: العملاق المجهري وتحدي الأحجام

​يبلغ متوسط طول الخلية البكتيرية المكتشفة، Thiomargarita magnifica، حوالي 10 آلاف ميكرومتر (أو 1 سنتيمتر)، بل قد يصل طولها إلى 2 سنتيمتر، وهو ما يتجاوز بأكثر من 5000 مرة حجم معظم أنواع البكتيريا الأخرى. تم اكتشاف هذه الكائنات في مستنقعات المانجروف البحرية الاستوائية الضحلة بجزر جوادلوب في الكاريبي. إن حجمها الهائل هو ما يثير دهشة العلماء، إذ كان يُعتقد سابقاً أن حجم البكتيريا محدد بسبب الحاجة إلى نقل الجزيئات والمواد الغذائية عبر الخلية. .

image about ​🔬 اكتشاف أكبر بكتيريا في العالم بحجم حبة الرمش.. أين؟

​🧬 المحور الثاني: سر التكوين الداخلي وكيفية التغذي

​خلافاً للبكتيريا التقليدية، التي تكون مادتها الوراثية (DNA) حرة تطفو في السيتوبلازم، اكتشفت الأبحاث أن T. magnifica تحتوي على حجرات داخلية تسمى "البيبسيني" (pepsini)، وهي عبارة عن عضيات مرتبطة بالغشاء وتحتوي على الحمض النووي (DNA) بداخلها. هذا التنظيم الداخلي المعقد كان يعتقد سابقاً أنه يقتصر فقط على الخلايا حقيقية النواة (مثل خلايا الإنسان والحيوان). وظيفياً، تعتمد هذه البكتيريا على الأكسدة الكيميائية لمركبات الكبريت الموجودة في قاع مياه المانجروف كمصدر للطاقة والغذاء، مما يجعلها تلعب دوراً هاماً في الدورة الكيميائية الحيوية للمستنقعات.

​🌎 المحور الثالث: البيئة الضحلة وأهمية أشجار المانجروف

​تم العثور على هذه البكتيريا العملاقة وهي تنمو على أسطح أوراق المانجروف المتحللة في بيئتها الضحلة، حيث يقل عمق المياه عن متر واحد. بيئة المانجروف بيئة غنية بالكبريتات والمعادن، وهي مثالية لنمو T. magnifica. يعتقد العلماء أن الحجم الكبير للبكتيريا هو وسيلة للتكيف مع البيئة المحيطة، حيث يسمح لها بالوصول إلى تركيزات أعلى من الأكسجين والكبريت الضروريين لعملية الأيض، مما يمنحها ميزة تنافسية على الميكروبات الأصغر حجماً.

​🔬 المحور الرابع: التحديات البحثية التي يثيرها الاكتشاف

​يثير اكتشاف T. magnifica تحدياً مباشراً للتعريف التقليدي للبكتيريا (التي هي كائنات بدائية النواة). وجود العضيات الداخلية المحتوية على المادة الوراثية يطرح أسئلة حول الحدود الفاصلة بين الكائنات بدائية النواة (مثل البكتيريا) وحقيقية النواة (مثل النباتات والحيوانات). هذا الكشف يشير إلى أن عالم الميكروبات قد يكون أكثر تنوعاً وتعقيداً مما نعرفه حالياً، وأن هناك كائنات دقيقة ضخمة أخرى قد تكون مختبئة في مرأى البصر.

​💡 المحور الخامس: مساهمة العلماء والجهود المشتركة

​قادت هذه الدراسة جهود مشتركة بين باحثين من مختبرات في كاليفورنيا والعلماء الفرنسيين، منهم الباحث أوليفييه غروس الذي اكتشف هذه الكائنات لأول مرة. وقد تعاون فريق العلماء الدولي لفهم التكوين الجيني والشكلي لهذا النوع الجديد. أشار يان-ماري فولان، أحد المشاركين في الدراسة، إلى أن هذه البكتيريا "تُغير قواعد اللعبة"، وستتطلب مراجعة بعض المفاهيم الأساسية في علم الأحياء الدقيقة، مما يؤكد أهمية التعاون العلمي في دفع حدود المعرفة.

​🚀 خاتمة: آفاق مستقبلية لعالم البكتيريا

​إن اكتشاف Thiomargarita magnifica يعد إنجازاً علمياً ضخماً، لا لأنه كسر حاجز الحجم فحسب، بل لأنه تحدى المفاهيم القديمة حول الهيكل الخلوي والبنية الداخلية للبكتيريا. هذا الكائن العملاق يدعونا إلى إعادة التفكير في عالم الميكروبات والتنوع البيولوجي الذي لم يُكتشف بعد. يجب أن تستمر الأبحاث لفك شفرة كيفية تطور هذه البكتيريا والتأكد من أنها ليست مجرد ظاهرة فردية، بل قد تكون بداية لاكتشاف عائلة جديدة من البكتيريا العملاقة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
sara fahmy تقييم 5 من 5.
المقالات

13

متابعهم

19

متابعهم

12

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.