
لماذا نبقى في العلاقات المؤذية؟ دائرة الألم التي يصعب كسرها
لماذا نبقى في العلاقات المؤذية؟ دائرة الألم التي يصعب كسرها
أحيانًا، لا تبدأ الحكاية بالألم، بل بالاهتمام، نقترب من شخص يجعلنا نشعر بأننا مرئيون أخيرًا، ثم ببطء شديد يتحول هذا القرب إلى قيد.
تصبح العلاقة التي بدت آمنة سجنًا ناعم الجدران، لا نعرف أننا فيه … نضحك، نحاول، نبرر، حتى نفقد القدرة على التمييز بين الحب والأذى.
وهكذا... تبدأ الدائرة التي يصعب كسرها.

كيف نعيش في دائرة الألم دون أن نعرف؟
الإنسان بطبيعته يتأقلم، يتعامل مع الوجع وكأنه "تفصيلة صغيرة" في طريق العلاقة، يعتقد أن “كل العلاقات فيها مشاكل” فيقبل التجاهل والإهانة، ويقنع نفسه أن الحب الحقيقي يتطلب صبرًا بلا حدود.
العلامات الخفية للعلاقات المؤذية التي لا نراها، الأذى لا يبدأ بالضرب أو الصراخ يبدأ عندما تشعر أنك تخاف من رد فعل الشريك، عندما تصمت حتى لا “يغضب عليك”!
عندما تتحول مشاعرك إلى أرض ألغام لا تدري متى تنفجر، لكن لأنك تحب لا ترى أن هذا اسمه أذى، بل تظنه "حرص" أو "غيرة" أو "طبيعة شخصية صعبة".
عندما نكتشف الحقيقة: الصدمة الأولى
تأتي لحظة الوعي كصفعة.
تبدأ في ملاحظة الأنماط:
- السيطرة.
- التقليل.
- التجاهل.
فتدرك أن ما تعيشه ليس حبًا، بل تآكلًا بطيئًا لذاتك، هذه اللحظة لا تُريحك… بل توجعك.

كيف يتلاعب العقل بنا بعد الوعي؟
بعد الوعي، تبدأ لعبة العقل:
- “يمكن هو هيتغير”
- “أنا السبب”
- "مش لازم أكون درامية".
هكذا نحاول أن نُسكِت صوت الحقيقة لأننا لا نملك الشجاعة لمواجهتها بعد.
لماذا يصعب علينا الاعتراف لأنفسنا؟
لأن الاعتراف يعني أن اختيارنا كان خطأً، وأن الحب الذي دافعنا عنه كان سرابًا والنفس تكره أن ترى نفسها مخطئة أو ضحية فتختار أن تُكذّب الشعور بدل أن تواجه الحقيقة.
آليات الدفاع النفسية التي تحبسنا في الدائرة
- الخوف من الوحدة.
- الحنين للأيام الجميلة.
- التمسك بصورة "الشخص المثالي" الذي رأيناه في البداية.
كلها جدران تبنيها النفس لتحمي نفسها… لكنها في الحقيقة تسجنها.

التشتت بين النصائح والتجارب
نبدأ في القراءة، السؤال، الاستماع لتجارب الآخرين، لكن كل كلمة تبدو نظرية، وكل نصيحة أصعب من التطبيق، الوجع الحقيقي لا يُشفى بكلمة “انسي”.
لماذا لا تنجح المحاولات الأولى للتحرر؟
لأن التحرر مش قرار لحظة بل عملية طويلة تبدأ من الداخل، طالما الجرح لم يُفهم سيختار القلب نفس النوع من العلاقات، وكأنه يعيد الدرس المؤلم بصور مختلفة.
الشعور بالفشل والعودة إلى البداية
نحاول نبتعد، ثم نعود .. نقول “المرة دي هعرف أتعامل” لكننا نغرق أكثر.
هنا يبدأ جلد الذات: "أنا ضعيف"، “أنا السبب” لكن الحقيقة لا أحد يتعافى بخط مستقيم.
الفرق بين الانتكاسة وبين الاستسلام
الانتكاسة جزء من الشفاء، أما الاستسلام فهو قرار بالتوقف عن المحاولة… لا تخلط بينهما، كل مرة تعود فيها أنت تتعلم شيئًا جديدًا عن حدودك وليس فشلاً.

خطوات عملية لاستعادة احترام الذات
ابدأ بتذكير نفسك أنك تستحق معاملة كريمة:
- اكتب ما فقدته بسبب العلاقة وما تعلمته منها.
- مارس الصمت الإيجابي، وابدأ في إعادة التواصل مع نفسك قبل الناس.
كيف تساعدنا الحدود الصحية على التحرر؟
الحدود ليست قسوة بل حب للذات، قول "لا" ليس تمردًا بل شفاء، حين ترسم حدودك فأنت تعلن أن حبك لن يكون على حساب كرامتك.

كيف يبدو الشفاء عندما يبدأ ببطء؟
الشفاء لا يأتي بصوت عالٍ، بل بهدوء.. في الصباح الذي لا تبكي فيه، في الرسالة التي لا ترد عليها، في اللحظة التي ترى فيها الماضي دون ألم.
ملامح الحياة بعد الانفصال عن الأذى
- تكتشف أن السلام أجمل من الدراما.
- وأن الحب لا يُثبت نفسه بالوجع.
- وأنك لم تُخلق لتتحمل، بل لتعيش.
وأخيرً … التحرر من علاقة مؤذية لا يعني أنك كرهت، بل أنك اخترت نفسك أخيرًا، وأنك قررت أن الدائرة لا تستحق أن تدور للأبد، وأن الصمت، أحيانًا، هو أول صوتٍ للشفاء.