
الشخصية النرجسي وتأثرها علي المجتمع
تُعدّ النرجسية مشكلة اجتماعية أو ثقافية. عادةً ما تمثل النرجسية مشكلة في علاقات الفرد مع ذاته أو مع الآخرين باستثناء النرجسية الصحية. يجدر الإشارة إلى اختلاف النرجسية عن مفهوم مركزية الذات.
الشخصية النرجسية:-

الصفة الأساسية في الشخصية النرجسية هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويرى أنه الأجمل وأن يحسب الناس أقل منه جمالا ولذلك فهو يُبيح لنفسه استغلال الناس والسخرية منهم.
والنرجسي يهتم كثيرا بمظهره وأناقته ويدقق كثيرا في اختيار ملابسه ويعنيه كيف يبدو في عيون الآخرين وكيف يثير إعجابهم، ويستفزه التجاهلُ من قبلهِم جداً، ويحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح وكلمات الإعجاب.
كما يصاحب الشخصية شعور غير عادي بالعظمة، يسيطر على صاحبها حب الذات وأهميتها، وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لايمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس. ينتظر من الآخرين احتراماً من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، ابتزازي وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية.
ويميل النرجسيون نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم والبحث عن المثالية في آبائهم أو بدائل آبائهم من حيث المركز والعطاء.
الأعراض والعلامات:-

يشير توماس إلى أن معظم النرجسيين عادة يملكون بعض، وأحيانا كل، الصفات التالية:
- -ثمة مثال واضح في التركيز على الذات في العلاقات الشخصية.
-مشاكل في الحفاظ على علاقات طبيعية.
-نقص الوعي النفسي.
-صعوبة في ابداء التعاطف.
-مشاكل التمييز بين الذات والآخرين.
-فرط الحساسية لأي إهانات أو شتائم متخيلة .
-التعرض للعار بدلا من الشعور بالذنب.
-لغة الجسد المتعجرفة.
-الإطراء الزائد تجاه الناس الذين نعجب بهم.
-كرهه أولئك الذين لا نعجب لهم .
-استخدام الأشخاص الآخرين دون النظر في تكلفة القيام بذلك.
-التظاهر ليكون الشيء أكثر أهمية مما هو عليه بالفعل.
-المفاخرة (بمهارة وثبات) والمبالغة في إنجازاتهم.
-يدعي أنه «الخبير» في أشياء كثيرة.
-عدم القدرة على النظر إلى العالم من منظور الآخرين.
-الحرمان من الندم والامتنان.
خطورة الشخصية النرجسية:-

لا يقتصر خطر النرجسي على المقربين منه، بل قد يفكر المصاب بالنرجسية في الانتحار أو على الأقل إيذاء النفس وذلك بسبب الأفكار السلبية ومشاعر الخوف والقلق التي تحيط به طوال الوقت،
يعاني النرجسي من خوف قاتل من النقد والفشل وحاجة ماسة لثناء الآخرين عليه، فهو يستحق معاملة مثالية طوال الوقت (من وجهة نظره)، كما يسعى النرجسي للتقليل من الآخرين وإيذائهم نفسياً وزع الوهم الداخلي بأنهم لا يستحقون وجود شخص مثله في حياتهم؛ لذلك يجب عليهم بذل الجهود لإرضائه وتحقيق رغباته الخاصة، بالإضافة إلى السلاح الأقوى للنرجسي وهو تدمير علاقات المقربين منه وعزلهم عن المحيطين به، ولعل هذا السلوك يكون وسيلة دفاعية لأنه يخاف من الرفض والهجر فيلجأ إلى تدمير علاقات المقربين منه فيجبرهم ذلك على البقاء معه.
ما هي أسباب الإصابة بالنرجسية؟

تتعدد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب النرجسية المرضي مثل:
1-عوامل وراثية :-
قد يزداد احتمالية الإصابة في حالة وجود تاريخ عائلي لهذا الاضطراب.
2-تقليد الأشخاص النرجسيين:-
غالباً ما يصدر النرجسيون أنفسهم كنماذج ناجحة وعادةً ما يتمتعون بجاذبية وكاريزما تجعل الآخرين وخاصة الأطفال والمراهقين يقومون بتقليدهم، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تبني أفكارهم وسلوكياتهم بصفة دائمة.
3-الطفولة البائسة:-
تزيد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب سلبية في مرحلة الطفولة مثل العنف أو الرفض أو الإهمال وافتقار الدعم الأسري.
4-أسلوب التربية:-
قد يؤدي الإفراط في تدليل الأطفال والحماية المفرطة إلى نشوء طفل يتوقع نفس المعاملة التي تلقاها من والديه.
5-الثقافة:-
يقل خطر الإصابة باضطراب النرجسية في المجتمعات التي تتبنى مفاهيم العمل الجماعي وتشجع على التعاون بين الأفراد.
النرجسية الصحية:-

النرجسية الصحية قد تكون موجودة في جميع الأفراد. يقول فرويد أن هذه حالة أصلية لتطور مكون الحب في الفرد. ويقول إن النرجسية الصحية هي جزء أساسي من التطور الطبيعي. ووفقا لفرويد يمكن أن ينظر إلى الحب من الوالدين لطفلهما ومواقفهما تجاه طفلهما لإحياء وإعادة إنتاج النرجسية الخاصة بهم. ووفقا لفرويد يجب أن ينظر إلى الحب من الوالدين لطفلهما ومواقفهما تجاه طفلهما هو عملية إحياء وإعادة إنتاج النرجسية الخاصة بهما.
الخلاصة:-
الشخصية النرجسي منتشرة في العالم وموجودة في كل عائلة وعند الجميع الشخصية النرجسية الصحية ولكن من الأفضل ان نعرف صفات الشخص النرجسي ولو موجود عندك صفة او صفتين نحاول نغيرها لكي لا تزيد وتؤدي إلي مرض نفسي وتخسر الناس.