إضطراب الشخصية الحدية

إضطراب الشخصية الحدية

0 المراجعات

إضطراب الشخصية الحدية: عندما تصبح المشاعر عاصفة لا تهدأ

إضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder – BPD) هو أحد الاضطرابات النفسية التي كثيرًا ما يثار حولها الجدل. يتميز هذا الاضطراب بشدة المشاعر وتقلبها بشكل كبير، وصعوبة السيطرة عليها. الشخص المصاب به يعيش في صراع داخلي دائم، فيشعر بالحب الشديد تارة والكراهية الشديدة تارة أخرى، ما يجعل حياته أشبه برحلة على موج البحر المتقلب،. وسميت حدية لأنها تشير إلى الحد الفاصل بين الصحة النفسية والمرض النفسي حيث يكون الشخص المصاب على حافة بين العيش بشكل طبيعي والعيش مع أعراض غير مناسبة أو مرضية 

أبرز الأعراض:

من أهم ملامح اضطراب الشخصية الحدية:

1- الخوف من الهجر: المصاب يعيش قلقًا دائمًا من فكرة أن يتركه أحباؤه أو يبتعدوا عنه، حتى لو لم تكن هناك دلائل واضحة.

2- العلاقات غير المستقرة: تجد علاقاته مع الآخرين متأرجحة بين المثالية الشديدة والخذلان. فقد يرفع شخصًا إلى أعلى الدرجات ثم ينقلب عليه فجأة.

3- الاندفاعية: قد يلجأ المصاب إلى سلوكيات متهورة مثل الإنفاق المفرط، الأكل بشراهة، أو حتى تعاطي مواد ضارة للتخفيف من ألمه النفسي.

4- عدم استقرار الهوية: يعاني من صعوبة في تحديد من هو فعلًا، وما الذي يريد تحقيقه في الحياة.

5- المشاعر الحادة: كالغضب الشديد أو الحزن العميق، وتقلبا مزاجية حادة، وغالبًا ما تستمر لفترات قصيرة لكنها مؤلمة جدًا.

6- مشاعر فراغ عاطفى: وهي شعور بالخلو أو الفراغ الداخلي، حيث يشعر بنقص في المشاعر أو العواطف.

7- صعوبة التحكم في الغضب: مما قد يؤدي إلى ردود فعل أو تصرفات غير مناسبة أو مدمرة.

الأسباب والعوامل:

السبب المباشر لهذا الاضطراب غير معروف بشكل كامل، لكن الأبحاث تشير إلى تفاعل عوامل عدة:

1- العوامل الوراثية: فقد يكون هناك عامل ورثي، أو وجود حالات متشابهة فى العائلة مما يلعب دورا كبيراً في تطوير اضطراب الشخصية الحدية.

2- العوامل البيولوجية: مثل خلل في المواد الكيميائية المسؤولة عن تنظيم المزاج في الدماغ.

3- العوامل البيئية: كالتعرض لصدمات نفسية أو إهمال أو إساءة في الطفولة، أو إساءة جسدية، أو جنسية.

وأيضاً هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية: مثل:

1- التاريخ العائلى: كأن يكون هناك تاريخ عائلى من الإضطرابات النفسية المختلفة مما قد يؤثر تأثيراً كبيراً في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.

2- الضغوط النفسية المزمنة: من الممكن أن يكون لها دوراً كبيراً في زيادة الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.

3- الإضطرابات النفسية الأخرى: وجود اضطرابات نفسية مثل: الإكتئاب، أو القلق، أيضاً يزيد من زيادة خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.

العلاج وإمكانية التعايش:

على الرغم من صعوبة الأعراض، فإن العلاج ممكن وفعال إذا توفرت الإرادة والدعم. من أهم طرق العلاج:

العلاج النفسي (العلاج السلوكي الجدلي - DBT): أثبت فعاليته الكبيرة في مساعدة المصابين على التحكم في مشاعرهم وتغيير أنماط التفكير السلبية.

الأدوية: لا توجد أدوية مخصصة للاضطراب، لكن يمكن وصف أدوية تخفف من أعراض القلق أو الاكتئاب المصاحبة.

الدعم الأسري والاجتماعي: يلعب دورًا كبيرًا في تشجيع المريض على الاستمرار في رحلة التعافي.

كلمة أخيرة:

اضطراب الشخصية الحدية ليس حكمًا بالإعدام على حياة الفرد، بل هو تحدٍ يحتاج إلى فهم وتعاطف من المحيطين. المصاب ليس ضعيفًا، بل هو إنسان يواجه عاصفة عاطفية داخلية تحتاج إلى الصبر والدعم. التوعية بهذا الاضطراب تساعد على كسر الوصمة، وتشجع على البحث عن العلاج والعيش بحياة أفضل وأكثر استقرارًا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة